الخزامى
رائحة زكية وفوائد جمة
لا بُدّ أن اللون البنفسجي الزاهي، والرائحة العطرة الزكية هما أكثر ما يميز نبات الخزامى أو كما يُعرف باللافندر (Lavender)، (الاسم العلمي Lavandula). وبسبب هذه الخصائص المميزة استُخدم الخزامى منذ القدم كإضافة لماء الاستحمام لاعتقادهم أنّه يُنقي الذهن والجسم. واليوم أصبح الخزامى من الأعشاب الطبية المستخدمة في علاج العديد من المشاكل الصحية المختلفة، وأكثرها شيوعًا المشاكل الصحية المتعلقة بالأعصاب والصحة النفسية. ويتوفر الخزامى بأشكال عدّة، مثل أزهار الخزامى المجففة، والزيت العطري، والزيت الموضعي، والكبسولات، والشاي. كما أنه يدخل في مختلف الصناعات مثل مساحيق التجميل، والعطور، ومنتجات العناية بالشعر والبشرة، ومنتجات النظافة الشخصية.
ما هي فوائد الخزامى؟
استُخدم الخزامى منذ القدم للتخفيف من مختلف المشاكل الصحية، التي أثبت بعضها العلم حديثًا، ومن أبرزها ما سيأتي ذكره.
1. التخفيف من الأرق
منذ القدم كان الخزامى يُستخدم للتخفيف من الأرق ومشاكل اضطرابات النوم، إذ كان الناس يضعونه داخل وسائدهم عند النوم. واليوم أصبح الخزامى يُستخدم في العلاج بالروائح العطرية. إذ تشير الأبحاث إلى أن استنشاق زيت الخزامى يمكن أن يساعد على النوم. كما أنه يساعد على الشعور بالانتعاش والحيوية في اليوم التالي. وفي دراسة أخرى وجد أن تناول زيت الخزامى ساعد الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات القلق على النوم لمدة أطول في ساعات الليل.
2. علاج فعال للقلق
عادةً ما يُستخدم الخزامى لتهدئة الأعصاب. لذا فهو يُعد فعالًا في التخفيف من أعراض القلق. إذ أظهرت إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2019 أن تناول كبسولة تحتوي على ما يقارب 160 مليغرام من زيت الخزامى أدى إلى انخفاض ملحوظ في مستويات القلق لدى الأشخاص الذين يعانون من هذا الاضطراب. بالإضافة إلى ذلك أشارت دراسة أن علاج المرضى الذين يرقدون في وحدة العناية المركزة للقلب والشرايين باستخدام زيت الخزامى انخفضت لديهم مستويات القلق وحظوا بنوم أفضل.
3. الحد من تساقط الشعر
إلى جانب خصائصه المريحة للأعصاب ورائحته الزكية، فإنّ لاستخدام زيت الخزامى موضعيًا على فروة الرأس دور في التخفيف من مشكلة الثعلبة التي تؤدي إلى تساقط الشعر على شكل بقع في أماكن مختلفة من الرأس. وأظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 86 شخصًا يعانون من الثعلبة، أن 44% منهم لاحظوا تحسّنًا في نمو الشعر بعد مرور 7 أشهر من تدليك المنطقة المصابة بزيت الخزامى الممزوج مع زيوت أخرى مثل إكليل الجبل، والزعتر، وغيرها من الزيوت الناقلة. كما أظهرت دراسة مخبرية أن التدليك بزيت الخزامى يمكن أن يحفز نمو الشعر بعد الالتزام به لمدة 28 يومًا.
4. تهدئة الصداع ونوبات الشقيقة
يمكن أن يساعد الخزامى في التخفيف من ألم الصداع والشقيقة بفعل تأثيره المهدئ. إذ تشير إحدى الدراسات إلى أن علاج الأشخاص الذين يعانون من الشقيقة بالخزامى لمدة 3 أشهر، أدى إلى انخفاض النتائج المسجلة في مقياس تقييم الصداع، دون حدوث أي آثار جانبية. وفي دراسة أخرى وجد أن استنشاق زيت الخزامى العطري لمدة 15 دقيقة قلل من حدّة الصداع وفرص تكرار حدوثه. لذا فإنّ الخزامى يُعد علاجًا فعالًا وآمنًا للتخفيف من حدّة آلام الصداع والشقيقة.
5. التخفيف من أعراض الاكتئاب
قد يساعد الخزامى في التخفيف من أعراض الاكتئاب في بعض الحالات. فمثلًا ظهر في إحدى الدراسات أنه علاج السيدات اللواتي أنجبن حديثًا بزيت الخزامى العطري قلل لديهنّ من فرص إصابتهنّ باكتئاب ما بعد الولادة، كما أنه قلل من أعراض القلق والتوتر. وفي دراسة أخرى وجد أن استنشاق مرضى الكلى لزيت الخزامى العطرية لمدة ساعة أثناء خضوعهم لجلسة غسيل الكلى حسّن من حالتهم النفسية وقلل فرص إصابتهم بالاكتئاب.
6. التخفيف من مشاكل الجلد المختلفة
من الشائع أن الخزامى يُستخدم لعلاج المشاكل الصحية الذهنية والنفسية بسبب تأثيره المهدئ للأعصاب. لكنه أيضًا قد يساهم من التخفيف من بعض المشاكل الصحية المتعلقة بالجلد بما فيها حب الشباب. إذ إنه يُعد علاجًا فعالًا ولكن لطيفًا على البشرة لعلاج حب الشباب، وذلك من خلال قدرته على قتل البكتيريا المسببة له. وفي إحدى الدراسات تبيّن أن المزج بين مستخلص الألوفيرا وزيت الخزامى ثبط من نمو البكتيريا المسببة لحب الشباب بفعالية. من جهة أخرى قد يساعد الخزامى في التخفيف من مختلف المشاكل الجلدية الأخرى مثل الحكة، والأكزيما، والتهاب الجلد، والصدفية. ويرجع هذا التأثير إلى المركبات الفعالة ذات الخصائص المضادة للالتهاب بما فيها اللينالول (Linalool)، ومركب Linalyl acetate.
الآثار الجانبية للخزامى
وفقًا للمركز الوطني للطب البديل والتكاملي (National Center for Complementary and Integrative Health) يُعدّ استخدام الخزامى آمنًا في الطعام وبشكلها المصنع مثل المكملات الغذائية. أمّا عن استخدام زيت الخزامى العطري فيجب الحذر من تناوله عبر الفم، إذ أنه قد يؤدي إلى الإصابة بألم في البطن، والغثيان، وألم في الأمعاء. ويعتمد استخدام الزيت الموضعي على نوع الجلد وطبيعته، إذ قد يعاني البعض من حساسية تجاه زيت الخزامى، لذا يجب استخدام أحد الزيوت الناقلة ومزجها مع زيت الخزامى وإجراء اختبار للحساسية على مساحة صغيرة من الجلد قبل استخدامه على المنطقة المستهدفة.
قد تُعد الشهرة التي يكتسبها الخزامى عائدة لعبيره الزاهي ولونه البراق، لكن لا بُد من تسليط الضوء أيضًا على خصائصه الطبية التي تفيد الجسم بطرق عدة. فهو بات يُستخدم في التخفيف من أعراض بعض المشاكل الصحية بما فيها الأرق، والصداع، والقلق، إلى جانب بعض المشاكل الجلدية. وما يميزه أيضًا أنه من النباتات الآمنة للاستهلاك سواء باستخدامها موضعيًا على الجلد، أو بتناولها عبر الفم.
روابط تهمك
التواصل السريع
تعتبر عيادة الدكتور سمير الحلو من أشهر العيادات في هذا المجال على مستوى العالم العربي، وهي مختصة في علاج الأمراض المزمنة والصعبة التي عجز الطب الحديث عن علاجها.