هل يمكن علاج الحساسية الموسمية بالأعشاب؟
عادةً ما تظهر الحساسية الموسمية في فصلي الربيع والصيف، وبدايات فصل الخريف. وهي تتمثل برد فعل مناعي في الجسم نتيجة التعرض لمجموعة من العوامل الخارجية مثل الغبار، والأتربة، وغبار الطلع أو حبوب اللقاح، والعشب، والأشجار. يصاحبه ظهور بعض الأعراض مثل: سيلان الأنف، والعطاس، واحمرار وحكة، وُدموع في العينين، بالإضافة إلى السعال، والإعياء. ولعلاج الحساسية الموسمية عادةً ما توصف الأدوية المضادة للهيستامين (Antihistamines)، والتي بدورها تساعد على التخفيف من الأعراض. لكن هل يمكن علاج الحساسية الموسمية بالأعشاب؟ حقيقةً قد تساعد الأعشاب على التحسين من حالة المصاب من خلال التخفيف من الأعراض المصاحبة، إنما قد لا تتمكن من علاجها بشكل كامل.
أعشاب للتخفيف من الحساسية الموسمية
تتوفر مجموعة من الأعشاب التي تصلح لاستخدامها ضمن خطة علاج الحساسية أو كعلاج بديل، إذ بعضها يحتوي على مضادات الهيستامين بصورة طبيعية، وبعضها يحتوي على مضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب التي تساعد أيضًا على التخفيف من الحساسية. ومنها نذكر ما يأتي:
1. شاي عشبة القراص
أو كما تُعرف بالقريص Stinging Nettle ، واسمها العلمي Urtica Dioica. وهي عشبة تستخدم لدواعٍ طبية لما تحتويه من خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للأكسدة. وأظهرت إحدى الدراسات أنه قد يساعد على تخفيف أعراض الحساسية. لكن يشير الباحثون إلى ضرورة إجراء المزيد من الدراسات لإثبات فعاليته. ويمكن تحضير شاي القريص من خلال نقع 2-3 ملاعق كبيرة من أوراق القريص الجافة في 500 مليلتر من الماء لمدة 10-15 دقيقة، ثم يُصفى. ومن الجدير بالذكر أن إحدى الدراسات أظهرت أن نقع أوراق القريص في الماء بدرجة حرارة 50-60 درجة مئوية بمدة 10 دقائق يُحافظ على محتوى العشبة من فيتامين ج.
2. شاي الزنجبيل
عادةً ما نلجأ لشرب شاي الزنجبيل (Ginger)، (الاسم العلمي: Zingiber officinale) عند الإصابة بالأمراض مثل الزكام والإنفلونزا، فهو غني بمضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب والبكتيريا.وأظهرت دراسة أن مستخلص الزنجبيل يؤثر تأثيرًا مشابهًا لأحد الأدوية المستخدمة لعلاج الحساسية في التخفيف من أعراض التهاب الأنف. علاوة على ذلك، تُعد الآثار الجانبية للزنجبيل أقل مقارنة بالدواء. ولتحضير شاي الزنجبيل، توضع 4-6 شرائح رفيعة من الزنجبيل في كوبين من الماء الساخن وتُترك على النار لتغلي لمدة 10-20 دقيقة. يمكن إضافة العسل والليمون حسب الرغبة.
3. شاي النعناع
إلى جانب تأثيره المنعش للنفس، قد يساعد شاي النعناع على التخفيف من أعراض الحساسية الموسمية. إذ يحتوي النعناع على مركب حمض الروزمارينيك (Rosmarinic acid) الذي يساعد على تخفيف رد الفعل التحسسي الذي يشمل الحكة في العينين، وسيلان الأنف، والربو. وأظهرت إحدى الدراسات أن إعطاء 29 شخصًا من المشاركين لمكملات غذائية تحتوي على هذه المادة الفعالة لمدة 21 يومًا قلل من أعراض الحكة في العينين والأنف، وغيرها. من جهة أخرى يساعد النعناع على التخفيف من التهاب الجيوب وانسداد الأنف الناجمين عن الحساسية. ويرجع ذلك إلى خصائصه المضادة للفيروسات، والبكتيريا، والالتهاب. كما أن النعناع يحتوي على مركب المينثول (Menthol) الذي يحسن من تدفق الهواء قبل قنوات الأنف. مما يساعد على التنفس بصورة أفضل.
4. شاي عرق السوس
يتميز عرق السوس (Licorice Root)، (الاسم العلمي: Glycyrrhiza uralensis) بخصائصه القوية المضادة للالتهاب. لذا فهو يُستخدم في علاج عدد من الأمراض بما فيها الحساسية الموسمية. إذ أظهرت إحدى الدراسات التي أُجريت على الفئران، أن عرق السوس قلل من أعراض الحساسية بما فيها السعال، ولوحظ تحسن إيجابي بعد مرور 3 أيام فقط. لكن هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات على البشر لإثبات هذا التأثير. ويُصنع شاي عرق السوس من خلال نقع جذور عرق السوس في الماء المغلي. ويمكن شرب ما يقارب 3-4 أكواب يوميًا بعد الوجبات لمدة لا تتجاوز 4 أسابيع. إذ يجدر التنويه إلى أن شرب شاي عرق السوس بكميات كبيرة يؤدي إلى رفع ضغط الدم، وخفض مستوى البوتاسيوم في الدم، ما يعني أن على الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم أو من أمراض الكلى استشارة الطبيب المختص قبل شربه.
5. الشاي الأخضر
عادةً ما يُستخدم الشاي الأخضر (Green tea) الذي ينتج من نبات الكاميليا الصينية (Camellia sinensis) لتحسين عمليات الهضم. لكنه أيضًا فعال في التخفيف من أعراض الحساسية الموسمية. فهو قادر على تثبيط الخلايا البدينة (Mast cell) التي لها دور في إنتاج مادة الهيستامين المسببة للعطاس، والاحتقان، والحكة، كرد فعل تحسسي. كما أنه يثبط إفراز الهيستامين. وتشير الدراسات إلى أن تأثير الشاي الأخضر في التخفيف من أعراض الحساسية يعود إلى المركبات الموجودة فيه مثل حمض الجاليك (Gallic acid)، والكيرسيتين (Quercetin) الذي يعد أحد مضادات الأكسدة الذي يمكنه أن يساعد في استقرار الخلايا المناعية التي تفرز الهيستامين، الأمر الذي قد يساعد على تقليل الأعراض مثل سيلان الأنف، ودُماع العينين.
قد لا نتمكن من علاج الحساسية الموسمية بالأعشاب، لكن يمكن لبعض هذه الأعشاب أن تساهم في التخفيف من الأعراض المصاحبة للحساسية مثل السعال، والعطاس، واحتقان الأنف وسيلانه وغيرها. إذ يمكن الاستمتاع بشرب الشاي الأخضر، أو شاي النعناع، أو الزنجبيل، وغيرها، والتخلص من أعراض الحساسية في الوقت نفسه.