هل يخفف القرنفل من ألم الأسنان؟ وما هي طريقة استخدامه؟
لا بُدّ أنّ رائحة القرنفل (Cloves)، (الاسم العلمي: Syzygium aromaticum) تذكرك بعيادة طبيب الأسنان. في الحقيقة قد يحتوي مخدر الأسنان على القرنفل أو المركب الفعال الموجود فيه الذي يُعرف بالأوجينول والذي له خصائص مخدرة. لذلك يشيع استخدام القرنفل في التسكين من ألم الأسنان والتخفيف من المشاكل الصحية التي تصيب الفم منذ آلاف السنين. سواءٌ بطب الأسنان أو كعلاج منزلي طبيعي مؤقت لتسكين الألم بعيدًا عن استخدام الأدوية.
ما هي فوائد القرنفل للأسنان؟
يُعد زيت القرنفل الصنف الأكثر استخدامًا للحفاظ على صحة الفم والأسنان وتخفيف آلامها. فبماذا يتمثل دوره؟
1. يخفف ألم الأسنان
يُعد زيت القرنفل غنيًا بمركب كيميائي يُعرف بالأوجينول (Eugenol) يحتوي على خصائص طبية متعددة. إذ إنه يُعدّ مضادًا للبكتيريا وله خصائص مخدّرة. الأمر الذي يساهم في تخفيف ألم الأسنان. فهو يساهم في تهدئة الأعصاب في اللثة، ويُقلل من العدوى اللثوية. وأجرت إحدى الدراسات مقارنةً بين مرهمٍ يحتوي على الأوجينول، ومرهم آخر يحتوي على مركب الكلورهيكسدين (Chlorhexidine). وتبيّن أنّ المرهم الذي يحتوي على الأوجينول أدى إلى تقليل الألم، والالتهاب، كما أدى التئام الجروح بصورة أفضل مقارنة بالعلاج الآخر. وفي دراسة أخرى ظهر أنّ استخدام جل القرنفل المحضّر منزليًا أدى إلى تخفيف الألم بشكل ملحوظ، وكان تأثيره مشابهًا لتأثير المخدر الموضعي البنزوكايين (Benzocaine).
2. يساهم في مكافحة البكتيريا
يحتوي القرنفل على مركبات فعالة و خصائص مضادة للبكتيريا قادرة على كبح نمو البكتيريا في الفم، مثل بكتيريا الإشريكية القولونية أو الإي كولاي (E.coli) التي تسبب أمراض الفم، مثل التهاب محيط الغرسات السنية (Peri-implantitis) وأمراض اللثة وغيرها. ويمكن الاستفادة من خصائص القرنفل المضادة للبكتيريا من خلال الغرغرة بزيت القرنفل يوميًا.
3. يزيل التصبغات المتراكمة على الأسنان
يمكن لتنظيف الأسنان باستخدام مسحوق القرنفل أو زيت القرنفل أن يساهم في إزالة التصبغات والميكروبات والمواد العالقة على الأسنان. ويرجع ذلك إلى خصائص القرنفل المضادة للأكسدة. كما أنه يساهم في إزالة المواد الملتصقة على الأسنان والمسببة للتسوس. لذا يُعد القرنفل مبيّضًا طبيعيًا للأسنان.
طريقة استخدام القرنفل لتخفيف ألم الأسنان
يمكن استخدام القرنفل للتخفيف من ألم الأسنان بصور عدّة؛ إذ يمكن استخدام بذور القرنفل الكاملة بمضغها حيث موضع الألم، أو بنقعها في الماء المغلي، ثم تصفيته بعد أن يبرد والمضمضة به. كما يمكن استخدام مسحوق القرنفل وتفريش الأسنان بها. أمّا المنتج الأكثر شيوعًا واستخدامًا لحل مشاكل الأسنان فهو زيت القرنفل، وهو متوفر في الصيدليات ومحال العطارة. فهو يحتوي على المادة الفعالة التي لها خصائص مخدرة ومضادة للبكتيريا. ولاستخدام زيت القرنفل للتخفيف من الألم يمكن ملء قطعة من القطن بزيت القرنفل وتمريرها على اللثة حيث موضع الألم. أو مزجه مع زيت جوز الهند والمضمضة به، مع الحرص على عدم بلعه لما له من آثار جانبية سلبية.
الآثار الجانبية لاستخدام القرنفل
يُعد استخدام القرنفل وزيته للأسنان آمنًا، لكن قد يؤدي استخدامه بكميات كبيرة ولفترات طويلة إلى حدوث آثار جانبية والتي تتمثل بما يأتي:
- الشعور بالحرق داخل الفم.
- ألم و احمرار في اللثة.
- التهاب في الحلق، والسعال.
- ضرر في اللثة وظهور تقرحات في الفم.
- الشعور بمذاق مرُ في الفم.
وقد تعاني بعض الحالات من ردّ فعل تحسسي تجاه القرنفل ونتيجة لذلك تظهر أعراضًا مختلفة مثل الطفح الجلدي، والانتفاخ، والحكة، وجفاف في الحلق. أمّا عند تناوله عبر الفم فإنه قد يسبب تضيّقًا في المريء و تلفًا في الكبد. ووفقًا لمعهد الصحة الوطنية الأمريكية فإنه توجد بعض الحالات التي يجب عليها تجنب استخدام زيت القرنفل، وتشمل الآتي:
- الأطفال: وخاصة الأطفال الذين يمرّون في مرحلة نمو الأسنان، إذ من الممكن للأطفال بلع زيت القرنفل مما يؤدي إلى إصابتهم بمشاكل صحية جادّة.
- الحامل والمرضع: من الأفضل تجنّب استخدام زيت القرنفل في فترتي الحمل والرضاعة، وذلك لعدم وجود أدلة كافية تثبت مدى أمان استخدامه في هاتين الفترتين.
- اضطرابات النزف: والتي تشمل الهيموفيليا (Hemophilia). إذ إن القرنفل يمكن أن يبطئ من تخثر الدم وزيادة معدل النزيف.
- الخضوع للعمليات الجراحية: يجب إيقاف استخدام القرنفل قبل موعد العملية المقرر بأسبوعين على الأقل لما له من تأثير في تخثر الدم.
- العلاج باستخدام مميعات الدم: قد يزيد القرنفل من تأثير الأدوية المميعة للدم مثل الوارفارين (Warfarin).
يُستخدم القرنفل للتخفيف من ألم الأسنان لما له من خصائص طبيعية مخدرة. كما أن له دور في الحفاظ على صحة الفم والأسنان من خلال الحد من نمو البكتيريا المسببة لأمراض اللثة والتسوس. لكن قد يسبب استخدامه آثارًا جانبية، كما أنّ بلع زيته يسبب مشاكل صحية خطيرة. ومن المهم مراجعة طبيب الأسنان في حال عدم استجابة الألم للقرنفل لإجراء التدخل الطبي المناسب.