العلاج بالإبر الصينية، ما هو وما هي استخداماته؟

كثيرًا ما نسمع بالعلاج بالإبر لعلاج العديد من المشاكل الصحية بما فيها الصداع، والحساسية، والأرق. وهو أحد أنواع العلاجات المستخدمة منذ القدم في الطب، والذي أُثبتت فعاليته علميًا في وقتنا الحالي. فما هو العلاج بالإبر؟ ولماذا يُستخدم؟

ما هو العلاج بالإبر الصينية؟

يُعد العلاج بالإبر الصينية (Acupuncture )  أحد فروع الطب الشمولي. والذي يعود استخدامه إلى ما قبل 2500 سنة. وهو يرتكز على استخدام إبر رفيعة جدًا لاستهداف أماكن محددة في الجسم، تُنشّط باستخدام التحفيز الكهربائي أو بيد مقدّم العلاج. ومن الجدير بالذكر أنّ هناك ما يقارب 2000 نقطة في الجسم يمكن استهدافها باستخدام الإبر، والتي تحتوي على عدد كبير من الخلايا العصبية، وذلك لتحفيز نشاط الأعضاء، والغدد، والأنسجة، ومختلف وظائف الجسم. وعند غرز الإبر في الجلد يبدي الجسم رد فعل يحفز جهاز المناعة، ويعزز الدورة الدموية، ويخفف الألم، ويعزز التئام الجروح.

 

آلية عمل الإبر الصينية

تُغرز إبر معدنية رفيعة جدًا في الجلد في مناطق محددة من الجسم، مثل الرأس، والأذنين، والوجه، والأنف، واليدين، الرسغين والكاحلين. تحفز الإبر الصينية الجهاز العصبي المركزي، الأمر الذي يساعد في إفراز مركبات كيميائية عبر الدماغ، والعضلات، والنخاع الشوكي. وتحفز هذه المركبات بدورها قدرة الجسم الطبيعية على الاستشفاء. وعادةً ما يُجرى اختبارًا للمريض لتقييم حالته بغرز إبرة أو أكثر. ويجرى العلاج أثناء استلقاء المريض أو جلوسه باستخدام إبر تُستخدم مرة واحدة فقط، لمدة تتراوح بين 2060 دقيقة. ويعتمد عدد الجلسات التي يحتاجها الشخص على حالته الصحية، فالبعض قد يحتاج جلسة أو اثنتين في الأسبوع لعدّة أشهر وذلك في الحالات المزمنة والحادة. والتي ظهر أنها تبدأ بالتحسن بعد الخضوع لما يتراوح بين 812 جلسة. أمّا عن الألم الذي تسببه الإبر الصينية فعادةً ما يشبّهه المرضى باللدغة الخفيفة أو التنميل.

 

استخدامات الإبر الصينية

عادةً ما تُستخدم الإبر الصينية للتخفيف من الألم والشعور بعدم الراحة في أماكن مختلفة من الجسم، بالإضافة إلى التخفيف من العديد من الأمراض، ومن أبرزها ما يأتي:

  • ألم الأسنان.
  • الأرق.
  • ارتفاع ضغط الدم.
  • التصلّب اللويحي.
  • القلق والاكتئاب.
  • الغثيان والتقيؤ الناجمان عن العلاج الكيميائي، أو الخضوع للجراحة.
  • الصداع، ويشمل الشقيقة وصداع التوتر.
  • ألم الظهر السفلي.
  • آلام الولادة.
  • آلام الحيض.
  • آلام الرقبة.
  • الألم العضلي الليفي أو ما يُعرف بالفيبروميالجيا (Fibromyalgia).
  • الفصال العظمي (Osteoarthritis).
  • آلام الركبة.
  • مشاكل الجهاز التنفسي مثل التهاب الأنف.
  • التهاب اللقيمة الجانبية أو ما يُعرف بمرفق لاعب التنس (Tennis elbow)، والذي يتمثل بالتهاب بروز العظمة على الجانب الخارجي للمرفق.

 

إيجابيات العلاج بالإبر

يُعد العلاج بالإبر من العلاجات الشائعة في الطب الشمولي، وغالبًا ما يلجأ له العديد من الأشخاص لما ينطوي عليه من إيجابيات وخصائص، مثل:

  • علاج العديد من المشاكل الصحية في الجسم في آنٍ واحد.
  • إمكانية دمجه مع أنواع أخرى من علاجات الطب الشمولي في الوقت نفسه، مثل الحجامة، والعلاج بالكي (Moxibustion)، والوخز بالإبر الكهربائي (Electroacupuncture) والمداواة الطبيعية (Naturopathy)
  • فعاليته في علاج المشاكل الصحية المزمنة مثل الشقيقة والصداع.
  • قلة آثاره الجانبية السلبية.

 

الأمور الواجب مراعاتها قبل استخدام الإبر

على الرغم من أنّ العلاج بالإبر يحتمل آثارًا سلبية قليلة، إلّا أنه لا يلائم الجميع، ولا بُدّ من أخذ بعض الأمور بعين الاعتبار قبل اللجوء إلى العلاج بالإبر الصينية. إليك أبرز النصائح المتعلقة بهذا السياق:

  • استشارة الطبيب المختص لتقييم الحالة الصحية ومعرفة قدرة الجسم على تقبّل العلاج بالإبر، ومن المهم إخباره عن جميع الأدوية والمكملات الغذائية التي يتناولها المريض. إذ إنّ بعض الأشخاص عليهم تجنّب استخدام الإبر الصينية مثل الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بالعدوى، أو يعانون من مشاكل جلدية مزمنة، أو من يستخدمون جهاز تنظيم ضربات القلب، والحوامل والمرضعات، والذين خضعوا لعمليات الغرسات مثل أجهزة القلب، أو السيليكون، أو البراغي والصفائح، أو المفاصل الصناعية وغيرها.
  • اختيار معالج مرخص يحمل شهادة اختصاص، وذلك لتجنب الأخطاء الطبية نتيجة الممارسة الخاطئة أو التعرّض للتلوث نتيجة إهمال أساليب التعقيم.
  • عدم الاعتماد على العلاج بالإبر كخطة علاج منفردة، والخضوع للعلاج الموصوف من قبل الطبيب بالتزامن معها. فهو أحد أنواع العلاج التكميلية لعلاجات الطب التقليدية.
  • شرب كميات كافية من الماء وتناول وجبة خفيفة قبل الخضوع للعلاج بالإبر لتجنب الشعور بالدوار بعد الجلسة، وتجنب شرب الكافيين قبل ساعتين على الأقل من الخضوع للجلسة لتسهيل استجابة الجسم للاسترخاء.

 

 

يُصنف العلاج بالإبر كأحد أنواع الطب الشمولي والتكميلي المستخدم إلى جانب الطب الغربي أو التقليدي لعلاج العديد من المشاكل الصحية. إذ يشتهر هذا النوع بدوره في التخفيف من الآلام المختلفة مثل الصداع، وآلام الرقبة، والظهر، بالإضافة إلى التخفيف من مختلف المشاكل الصحية والأمراض الأخرى. ومن مميزات العلاج بالإبر أنه يحتمل آثار جانبية قليلة مقارنةً بباقي أنواع العلاج. لكنه قد لا يلائم الجميع بمن فيهم الحامل والمرضع، والأشخاص الذين خضعوا للغرسات، وغيرها.