ما هي بذور القاطونة وما هي فوائدها؟
تُعرف القاطونة (Psyllium) بعدّة أسماء، مثل لسان الحمل، والأسباغول، والقريطة، والسيلليوم. واسمها العلمي Plantago ovata. ويرجع أصل هذه النبتة إلى الهند. تُستخدم بذورها الصغيرة لمحتواها العالي من الألياف الغذائية. وهي متوفرة بعدة أشكال، فمنها البذور الكاملة، والمطحونة، ومنها الكبسولات والمكملات الغذائية. وذاع صيت بذور القاطونة بالآونة الأخيرة واكتسبت اهتمامًا واسعًا من قِبَل الأشخاص الحريصين على اتباع نمط حياة صحي. وذلك لما توفره من فوائد عديدة سنتطرق إليها لاحقًا.
أبرز فوائد بذور القاطونة
تتمثل فوائد بذور القاطونة بالألياف الغذائية الموجودة فيها، والتي تنعكس إيجابًا على صحة الجسم من نواحٍ عدة. ومن أبرزها نذكر ما يأتي:
1. التخفيف من الإمساك
تُعد مشكلة الإمساك من المشاكل الشائعة جدًا، والتي تحدث نتيجة قلّة الحركة، وعدم شرب كميات كافية من الماء، إلى جانب اتباع نظام غذائي غير صحي وخالٍ من الألياف الغذائية، وللتخلص من الإمساك لا بُد من الإكثار من تناول الألياف بما فيها بذور القاطونة التي لها تأثير مُليّن للأمعاء. إذ تساعد أليافها الذائبة في الماء على امتصاص الماء في القناة الهضمية مما يساعد على تحسين حركة الأمعاء من خلال زيادة حجم الفضلات وبالتالي تسهيل خروجها خارج الجسم .
2. التخفيف من الإسهال
قد يتبادر هنا سؤالٌ إلى الأذهان، بما أن القاطونة تساعد على تليين الفضلات لإخراجها من الجسم في حال الإصابة بالإمساك، فكيف تُفيد في حالات الإسهال الذي تكون فيه الفضلات ليّنة بالفعل؟ في الحقيقة الإسهال هو أيضًا مشكلة صحية وحالة غير طبيعية لحركة الأمعاء، إذ تكون الحركة زائدة عن الحد الطبيعي. وهنا يتمثل دور بذور القاطونة بإعادة حجم الفضلات وقوامها اللين إلى وضعه الطبيعي، من خلال سحب الماء الزائد منه، وبالتالي انتظام حركة الأمعاء والتخفيف من الإسهال. وتُشير الأبحاث إلى أن القاطونة تفيد الأشخاص الذين يعانون من الإسهال الذي يحدث بسبب داء كرون (Crohn’s disease)، والإسهال الذي يحدث بسبب سكر اللاكتوز.
3. ضبط مستوى السكر في الدم
من فوائد بذور القاطونة أنها قد تساعد على ضبط سكر الدم لدى الأشخاص المصابين بمرض السكري من النوع الثاني. إذ من الممكن للألياف الذائبة في الماء أن تبطئ من امتصاص سكر الجلوكوز في الأمعاء، مما يقلل من معدل إفراز السكر في الدم. وتُشير الأبحاث إلى أن تناول بذور القاطونة قبل الوجبات قلل من مستوى السكر التراكمي، والسكر الصيامي لدى الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني. بالإضافة إلى ذلك، بيّنت دراسة صغيرة أن تناول مكملات بذور القاطونة الغذائية بالتزامن مع أدوية السكر حسن من مقاومة الأنسولين، وسكر الدم الصيامي لدى الأشخاص المصابين بالسمنة.
4. التخفيف من أعراض متلازمة القولون المتهيج
تتمثل متلازمة القولون المتهيج (IBS) باضطراب مزمن يصيب القناة الهضمية مصحوب بعدة أعراض مثل الانتفاخ، والإسهال، والإمساك، وألم في البطن. ومن فوائد بذور القاطونة أنها تساعد على تحسين هذه الأعراض، وتقليل الغازات، وإعادة الفضلات لوضعها الطبيعي. وفي مراجعة أُجريت عام 2014 شملت 14 تجربة، و906 مشارك، وُجد أنّ إعطاء المشاركين لمكملات غذائية مثل بذور القاطونة ساعد على تقليل حدّة متلازمة القولون المتهيج المصحوب بالإسهال (IBS-D) بصورة أفضل مقارنة بالشعير. علاوة على ذلك أثبتت بذور القاطونة فعالية في التقليل من التهابات القناة الهضمية المرتبطة بهذه المتلازمة تفوق المكملات الغذائية التي عادةً ما تستخدم لعلاجها.
5. المساعدة على خسارة الوزن الزائد
عادةً ما يُنصح بالإكثار من تناول الألياف الغذائية عند الرغبة في نزول الوزن. إذ تساعد الألياف بما فيها ألياف بذور القاطونة على تقليل الشهية، وزيادة الشعور بالشبع من خلال إبطاء معدل تفريغ المعدة من الطعام، مما يساعد في تقليل تناول الطعام وبالتالي خسارة الوزن. وفي دراسة وجد أن من فوائد بذور القاطونة أنها تساعد على تقليل الشعور بالجوع بين الوجبات، ما قد يؤدي إلى خسارة الوزن. من جهة أخرى لم تظهر الدراسات أي تأثير لهذه البذور في مؤشر كتلة الجسم، ومحيط الخصر، والوزن. وما تزال هناك حاجة لإجراء المزيد من الدراسات للتأكد من فعالية هذه البذور في خسارة الوزن الزائد.
6. خفض مستوى الكوليسترول في الدم
يرتبط ارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم (LDL) بارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، والجلطات. لذا من المهم الحفاظ على مستوى الكوليسترول ضمن الحد الطبيعي. ومن فوائد بذور القاطونة أنها قد تساعد على تحقيق ذلك. إذ ترتبط الألياف الغذائية الموجودة فيها بالعصارة الصفراوية التي تحمل جزيئات الكوليسترول في الأمعاء، مخرجةً إياها إلى خارج الجسم قبل أن تنتقل إلى مجرى الدم. وتشير الدراسات إلى أن تناول ما يقارب 10 غرامات من بذور القاطونة يوميًا قلل من مستوى الكوليسترول الضار بشكل ملحوظ. كما أنها قد تساعد على تأخير الإصابة بتصلب الشرايين لدى بعض الأشخاص.
ما الجرعة المناسبة لبذور القاطونة؟
لا توجد توصيات ثابتة تتعلق بالجرعة التي يمكن تناولها من بذور القاطونة. ولكن وفقًا للأبحاث والدراسات فإن تناول ما يتراوح بين 5-10 غرامات من هذه البذور يوميًا يُعد آمنًا، ويحقق الفوائد التي تطرقنا إليها. مع الحرص على تناولها قبل الوجبات مع كوب من الماء أو العصير. ويُنصح بعدم تناول جرعات كبيرة منها لما قد تسببه من آثار جانبية.
ما محاذير تناول بذور القاطونة؟ وهل لها آثار جانبية؟
على الرغم من الفوائد العديدة التي تقدمها بذور القاطونة، إلا أنها قد لا تلائم الجميع. إذ هناك فئات لا تنصح بتناول هذه البذور، وتشمل:
- الأشخاص الذين يعانون من تشنجات في القولون، ومن لديهم تاريخ مرضي بانسداد الأمعاء.
- الأطفال دون استشارة طبيبهم المختص.
- الأشخاص ممن لديهم تاريخ مرضي بسرطان القولون أو المستقيم.
- الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه بذور القاطونة.
- الأشخاص الذين يعانون من مرض بيلة الفينيل كيتون، أو الفينيل كيتونيوريا (Phenylketonuria).
أما عن آثار بذور القاطونة الجانبية فعادةً ما تكون خفيفة إلى متوسطة وقد تصيب بعض الأشخاص، وتسبب ظهور بعض الأعراض خاصة عند تناولها بكميات كبيرة مثل:
- الإسهال.
- الغثيان والتقيؤ.
- الغازات.
- آلام في البطن.
- آلام في المعدة.
- زيادة حركة الأمعاء.
فوائد بذور القاطونة عديدة، فهي تساعد على التخفيف من مشاكل الجهاز الهضمي بما فيها الإسهال، والإمساك، وتقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب. كما تساعد على ضبط مستوى السكر في الدم، ولا ننسى دورها في المساعدة على خسارة الوزن. من جهة أخرى قد تظهر بعض الأعراض عند تناول هذه البذور لدى البعض، وفي حالات تناولها بجرعات عالية، وأبرزها الغازات، وآلام البطن، والانتفاخ، والإسهال. لذا من المهم الحرص على تناولها باعتدال والإكثار من شرب الماء بعدها.