هل هناك أعشاب تخفض ضغط الدم المرتفع؟
يُعد ارتفاع ضغط الدم من المشاكل الصحية الشائعة التي تؤثر في الشرايين، والذي يُعد أحد عوامل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض مثل الجلطات، وأمراض القلب والأوعية الدموية. وتؤدي الإصابة بارتفاع ضغط الدم إلى ضخ الدم عبر جدران الشرايين بقوة، مما يؤدي إلى انقباض القلب بقوة أكبر. وعادةً ما يعالَج ارتفاع ضغط الدم بالأدوية لكن يمكن لشرب الأعشاب مثل الكركديه، والبابونج، والشاي الأخضر وغيرها أن يساهم في ضبط مستوى ضغط الدم.
أعشاب تخفض ضغط الدم المرتفع
توجد بعض الأعشاب التي تساعد في خفض ضغط الدم المرتفع وضبط مستوياته. والتي يختلف تأثيرها من شخص لآخر، من هذه الأعشاب ما يأتي:
1. الكركديه
يشتهر الكركديه (Hibiscus) بدوره في خفض ضغط الدم. وعادةً ما يتساءل الناس إذا ما كان هذا التأثير عائد للكركديه الساخن أو البارد. في الحقيقة لا يوجد فرق. إذ يمكن الاستمتاع به باردًا في الصيف، وحارًا في الشتاء، والحصول على فوائده بالوقت ذاته. أمّا عن دوره في خفض ضغط الدم المرتفع فيرجع إلى احتوائه على مركبات تساعد على إرخاء الأوعية الدموية وبالتالي انخفاض مستوى الضغط الانبساطي وضغط الدم الانقباضي. ومن هذه المركبات متعدد الفينولات (Polyphenols)، والانثوسيانين (Anthocyanins). وتشير إحدى الدراسات التي نُشرت عام 2019 إلى أن شرب شاي الكركديه بانتظام يخفض ضغط الدم لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاعه.
2. الشاي الأخضر
يُحضّر الشاي الأخضر (Green tea) من أوراق نبات الكاميليا الصينية (Camellia sinensis). وهو من الأعشاب التي تخفض ضغط الدم المرتفع. إذ إنه غني بمركبات الكاتشين (Catechins)، وخاصة من نوع EGCG. والتي تحتوي على خصائص مضادة للأكسدة تساعد في تقليل خطر الإصابة بالعديد من الأمراض بما فيها ارتفاع ضغط الدم. وفي إحدى الدراسات الحديثة التي نُشرت عام 2023، وشملت ما يقارب 76 ألف مشارك، ظهر أن استهلاكهم الشاي الأخضر بغض النظر عن المدة والكمية، أدى إلى خفض ضغط الدم الانقباضي وهو الذي يُعبر عن الرقم العلوي في قراءة قياس الضغط.
3. أوراق الزيتون
يشتهر وطننا العربي بأشجار الزيتون، لكن هل فكرنا يومًا بفوائد أوراقه؟ تحتوي أوراق الزيتون (Olive leaf) على مركبات فعالة قد تساعد في تنظيم ضغط الدم. ومن الأمثلة عليها مركب الأوليوروبين (Oleuropein)، والهيدروكسي تيروسول (Hydroxytyrosol). وتتمثل وظيفة هذه المركبات بتعزيز استرخاء الأوعية الدموية، وبالتالي سهولة تدفق الدم عبرها، الأمر الذي يؤدي إلى انخفاض ضغط الدم. وأظهرت إحدى الدراسات أن شرب الشاي -المحضّر عن طريق نقع 5 غرامات من أوراق الزيتون في 250 مليلترًا من الماء- مرتين يوميًا لمدة 28 أسبوعًا أدّى إلى انخفاض كل من ضغط الدم الانبساطي وضغط الدم الانقباضي بعد مرور 4 أسابيع. كما أنه ساعد في ضبط مستوى ضغط الدم ضمن الحد الطبيعي لدى الأشخاص الذين يعانون من السكري من النوع الثاني، وما قبل ارتفاع ضغط الدم (Prehypertension).
4. الزعرور
يتميز الزعرور (Hawthorn berry)، (الاسم العلمي Crataegus jackii)، بثماره الحمراء الصغيرة التي تشبه الكرز، ومذاقه الذي يجمع بين الحلو والمرّ. وعادةً ما يُستخدم الزعرور لدعم صحة القلب. إذ إنه يساعد على توسيع الأوعية الدموية، ما يُحسن من الدورة الدموية وبالتالي خفض ضغط الدم المرتفع. وتظهر دراسة نُشرت عام 2020 أنّ استهلاك مكملات الزعرور الغذائية على شكل أقراص أو سائل لمدة لا تقلّ عن 12 أسبوعًا، خفض من ضغط الدم المرتفع بشكل ملحوظ لدى المصابين بارتفاع ضغط الدم الخفيف.
5. البابونج
عادةً ما يُستخدم البابونج (Chamomile) (الاسم العلمي Chamaemelum nobile) للتقليل من التوتر وتعزيز الشعور بالاسترخاء بسبب لخصائصه المهدئة والمريحة. الأمر الذي ينعكس على ضغط الدم المرتفع بصورة غير مباشرة. ويرجع هذا التأثير إلى المركّبات الموجودة فيه مثل التربينات (Terpenoids)، والفلافونويدات (Flavonoids)، بالإضافة إلى الكومارين (Coumarins). وتشير الأبحاث إلى أن البابونج يمكن أن يساهم في تنظيم مستوى ضغط الدم، إلى جانب خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب.
6. الشاي الأسود
ينتج الشاي الأسود من أوراق الكاميليا الصينية تمامًا مثل الشاي الأخضر. كما أنه يحتوي على خصائص مشابهة. مثل خفض ضغط الدم المرتفع. وأظهرت دراسة شملت ما يُقارب 75 ألف شخصًا أن شرب ما يعادل 4 أكواب من الشاي الأسود يوميًا قد يقلل من خطر إصابتهم بالجلطات. لكن تجدر الإشارة إلى أن الشاي الأخضر والشاي الأسود يحتويان على الكافيين، لذا من المهم عدم الإفراط في شربهما.
7. الريحان
يشتهر الريحان بمذاقه العطري اللذيذ، واستخداماته في مختلف الأطعمة. لكن يمكن للريحان أيضًا أن يعود بالفائدة على صحة الجسم، مثل المساعدة في خفض الدم المرتفع. إذ إنه يحتوي على مضادات الأكسدة، وأحدها مركب يعرف بالأوجينول (Eugenol) الذي له خصائص مشابهة لأدوية حاصرات قنوات الكالسيوم المستخدمة لخفض ضغط الدم، فهو يساعد على إبقاء الأوعية الدموية في حالة ارتخاء عن طريق منع دخول الكالسيوم إلى الشرايين. إذ إن دخول الكالسيوم إلى القلب يؤدي إلى انقباضه بقوة أكبر، الأمر الذي قد يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم. يمكن الحصول على فوائد الريحان من خلال تناوله مع مختلف الأطباق أو إضافته إلى العصير.
يمكن لإضافة بعض الأعشاب إلى النظام الغذائي أن تساعد في ضبط ضغط الدم المرتفع، مثل الشاي الأخضر، والكركديه، والزعرور، والبابونج وغيرها، فهي تحتوي على مركبات تؤثر إيجابيًا في صحة الجسم ما ينعكس على صحة ضغط الدم. لكن تجدر الإشارة إلى أنها لا تُعدّ بديلًا عن الأدوية المخفضة لضغط الدم. كما لإحداث تغيرات في نمط الحياة ونمط النظام الغذائي أهمية لا تقلّ عن الالتزام بالأدوية. مثل الالتزام بتجنب الأطعمة الدهنية والمالحة، والإقلاع عن التدخين، والابتعاد عن مسببات التوتر، والالتزام بممارسة الرياضة وغيرها. كما من المهم استشارة الطبيب المشرف قبل تناول أي نوع من الأعشاب خاصة في حال تناول الأدوية حتى لا تتعارض مع بعضها.