يميل الكثيرون في الآونة الأخيرة إلى العلاجات الطبيعية التي ترتكز على استخدام المواد الطبيعية والممارسات التي في منأى عن العمليات الجراحية والأدوية الكيميائية المصنّعة. ومع تقدّم علم العلاج بالمداواة الطبيعية وتطوره، وازدياد اهتمام الناس بهذا العلم، بدأنا نلاحظ انتشارًا واسعًا للعيادات المختصة بالعلاج بالمداواة الطبيعية. فماذا نعني بهذا المصطلح؟ وما هي استخداماته؟ وهل هو فعالٌ حقًا؟
ما هو العلاج بالمداواة الطبيعية؟
يُعرف العلاج بالمداواة الطبيعية (Naturopathic medicine) ، بكونه أحد فروع الطب الشمولي. وهو يرتكز على استخدام العلاجات الطبيعية مثل التغذية، والمساج، والعلاج بالإبر الصينية، والأعشاب والتمارين الرياضية، مما يتسنّى للجسم مداواة نفسه بنفسه. وهو علم يجمع بين أساليب العلاج التقليدية القديمة، وأساليب الطب الحديث. ويهدف العلاج بالمداواة الطبيعية إلى علاج الإنسان ككل، بما فيه الروح، والعقل، والجسد. كما أنه يعنى بحلّ جذور المشكلة وليس فقط الاكتفاء بتخفيف أعراضها.
كيف تتم جلسة العلاج بالمداواة الطبيعية؟
يبدأ المعالج الجلسة بطرح الأسئلة حول التاريخ المرضي، والعادات المتبعة خلال نمط الحياة، ومستوى التوتر والقلق الذي يتعرّض له الشخص، كما قد يطلب إجراء بعض الفحوص المخبرية. وقد تستمر هذه الجلسة لمدة تتراوح بين ساعة إلى ساعتين. ويركز العلاج بالمداواة الطبيعية على الوقاية وبث الوعي. لذا يناقش المعالج خطة العلاج الخاصة، وبناءً على الحالة الصحية يتبع عددًا من الإجراءات والتي قد تشمل:
- بناء نظام غذائي خاص.
- تغيير العادات الصحية ونمط الحياة، مثل تنظيم النوم، وممارسة التمارين الصحية.
- اتباع العلاجات المبنية على استخدام الماء (Hydrotherapy)، والتي تشمل الساونا، وغرف البخار، وممارسة التمارين الرياضية داخل الماء (Aqua).
- العلاج اليدوي إمّا عن طريق التدليك، أو التأثير بقوة أو ضغط على الجسم لخلق التوازن.
- وصف مكملات الأعشاب الغذائية.
- العلاج النفسي.
- الحجامة.
- العلاج بالإبر الصينية.
ما هي المبادئ المتبعة في خطة العلاج بالمداواة الطبيعية؟
يتبع العلاج بالمداواة الطبيعية عددًا من المبادئ لبناء خطة علاج متكاملة خاصّة لكل حالة صحية على حدى. وتشمل ما يأتي:
- الاستشفاء الذاتي: وذلك من خلال معرفة المعيقات التي قد تؤخر العلاج وإزالتها مما يسمح بالاستشفاء الذاتي.
- علاج جذور المشكلة: وهو أحد أهداف العلاج بالمداواة الطبيعية، إذ يلجأ المعالج إلى علاج الجسد، والروح، والعقل، لحل المشاكل الجسدية، والنفسية التي تنطوي عليها الأعراض لعلاجها بصورة تامّة.
- استخدام أساليب علاج دون آثار جانبية سلبية: من المهم اتباع أساليب علاج لا تحتمل حدوث آثار جانبية، أو تؤثر سلبًا في أعراض المرض.
- معرفة بالطب الشمولي: يتطلّب من المعالج معرفة الفروقات الفردية لكل مريض لعلاجه من جميع النواحي بفعالية.
- تثقيف المريض وبث الوعي: يُعنى المعالج بتثقيف المريض وتعليمه أساليب الاهتمام بالنفس حتى يتسنى لهم مكافحة الأمراض.
- الوقاية: وذلك من خلال تعديل نمط الحياة بتجنب مسببات الأمراض.
ما المشاكل الصحية التي تعالجها المداواة الطبيعية؟
عادةً ما يلجأ الأشخاص للعلاج بالمداواة الطبيعية كخطة بديلة أو مكملة لطرق الطب التقليدية. خاصةً إذا ما لاحظوا أنّ هذه العلاجات لم تكن بالفعالية المطلوبة. ووفقًا لإحدى المراجعات التي أُجريت لعدّة دراسات ونُشرت عام 2019 فإنّ العلاج بالمداواة الطبيعية قد يكون فعّالًا في علاج عدّة أمراض، ومنها:
- السكري من النوع الثاني.
- أمراض القلب والأوعية الدموية.
- الاكتئاب.
- القلق.
- متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS).
- آلام العظام والعضلات.
- أمراض المناعة الذاتية
- وغيرها
يُعنى العلاج بالمداواة الطبيعية بعلاج الإنسان كوحدة متكاملة تتألف من الجسد، والروح، والذهن أو العقل. وهو علم يجمع بين الطب التكميلي والشمولي، والطب التقليدي أو الغربي. يهدف إلى حل المشكلة الصحية من جذورها بدلًا من الاكتفاء بتخفيف الأعراض. وما يميزه أيضًا أنه من العلاجات ذات التكلفة المنخفضة مقارنةً بالعلاجات التقليدية. ونظرًا إلى أنه يرتكز على أساس العلاج بالمواد الطبيعية والأساليب الطبيعية فهو يُعد آمنًا ولا يُسبب أية آثار جانبية سلبية. لكن قد تتعارض بعض العلاجات مع بعضها لذا لا بُد من إعلام الطبيب المختص والمعالج بالمداواة الطبيعية بكافة الأدوية المتناولة أو أنواع العلاجات التي يخضع إليها المريض.