عسل المانوكا.. تعرف على فوائده المذهلة
يعرف عسل المانوكا بكونه أحد أنواع العسل باهظة الثمن. وقد يعود ذلك إلى ندرته. فهو ينتج من تلقيح النحل أزهار شجيرة المانوكا التي تنمو في بعض مناطق نيوزيلندا وأستراليا، خاصة في الهضاب والغابات المعزولة. وتزهر أزهار المانوكا فقط لمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 6 أسابيع. ويشتهر عسل المانوكا بخصائصه المضادة للبكتيريا التي تعود على الجسم بعدد من الفوائد الصحية.
فوائد عسل المانوكا
يُعد عسل المانوكا غنيًا بمركب الميثيل جليكوسال (MGO)، وهو مسؤول عن خصائصه المضادة للبكتيريا، الأمر الذي يعود على الجسم بفوائد متعددة. ومن هذه الفوائد ما يأتي.
المساعدة في التئام الجروح
استُخدم العسل منذ القِدم في علاج الحروق والجروح. فهو يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة للأكسدة. الأمر الذي يساعد على توفير طبقة حماية تحول دون إصابة الجرح بالعدوى البكتيرية. وتُشير الدراسات إلى أن عسل المانوكا يعزز من التئام الجروح من خلال توفير بيئة رطبة للجرح، والتخلص من الأنسجة الجافة التي تتكون على الجرح، والتقليل من الالتهاب، وتعزيز تجديد الأنسجة. كما أنه قد يساعد على شفاء التقرحات المصاحبة لمرض السكري.
وفي الدراسة نفسها تبيّن أن تطبيق عسل المانوكا موضعيًا لمدة 4 أسابيع على جرح غير قابل للالتئام، سرّع من التئامه لدى 15 شخصًا ممن يعانون من هذا النوع من الجروح. من جهة أخرى قد يساعد عسل المانوكا على علاج العدوى التي تسببها البكتيريا المقاومة للمضادات الحيوية مثل المكورات العنقودية الذهبية المقاومة للميثيسيلين (Methicillin-resistant Staphylococcus aureus) أو ما تُعرف بالميرسا (MRSA)، وذلك وفقًا للدراسات المخبرية. لذا فإن هذا التأثير بحاجة للمزيد من الدراسات لإثباته على البشر.
تعزيز صحة الفم والأسنان
قد يساعد عسل المانوكا بخصائصه المضادة للبكتيريا على تعزيز صحة الفم. ففي إحدى الدراسات بيت أن عسل المانوكا قد يثبط نمو البكتيريا الضارة في الفم بما فيها بكتيريا وحيدات الخلية البورفيرينية اللثوية (Porphyromonas gingivalis)، والبكتيريا المشعشعة المصاحبة للورم الفطري (Aggregatibacter actinomycetemcomitans) التي تسبب التهابات دواعم السن. كما يساعد عسل المانوكا على مكافحة البكتيريا المسببة لتكون تسوس الأسنان، واللويحات السنية أو ما يُعرف بالبلاك، والتهاب اللثة.
التخفيف من السعال والتهاب الحلق
من الشائع استخدام العسل في التخفيف من السعال والتهاب الحلق. وتبيّن أن عسل المانوكا له دورٌ في التخفيف من شدّة السعال الذي يحدث نتيجة عدوى الجهاز التنفسي العلوي الذي تسببه البكتيريا والفيروسات. وتُشير الدراسات إلى أنه من المحتمل أن يحل عسل المانوكا محل المضادات الحيوية المستخدمة لعلاج هذه العدوى. كما أنه يساعد على التخفيف من التهاب الحلق بفعل خصائصه المضادة للبكتيريا، والفيروسات. بالإضافة إلى أنه يُغلف البطانة الداخلية للحلق مما يساعد على تهدئته.
الحماية من تقرحات المعدة
تُعد تقرحات المعدة من المشاكل الشائعة التي تصيب العديد من الأشخاص. والتي تسبب بعض الأعراض مثل الانتفاخ، والغثيان، وآلام المعدة. وغالبًا ما تحدث بسبب بكتيريا الملوية البوابية أو ما تُعرف بجرثومة المعدة (Helicobacter pylori). وتشير الأبحاث إلى أن عسل المانوكا قد يساعد على علاج تقرحات المعدة التي تحدث بفعل هذه البكتيريا. من جهة أخرى أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت على 294 شخصًا تتراوح أعمارهم بين 18 و 69 سنة أن تناولهم العسل لمدة تزيد عن 5 أيام في الأسبوع، قلل من خطر الإصابة بعدوى جرثومة المعدة بشكل ملحوظ مقارنة بمن لم يتناوله.
التخفيف من أعراض التليف الكيسي
التليف الكيسي هو مرض وراثي يسبب تلفًا في الرئة، وقد يؤثر في بعض الأعضاء الأخرى مثل الجهاز الهضمي. ويؤدي هذا المرض إلى زيادة كثافة المادة المخاطية ولزوجتها، ما يؤدي إلى انسداد القنوات والمجاري التنفسية وبالتالي يسبب صعوبة في التنفس. وتشير الأبحاث المخبرية إلى أن عسل المانوكا قد يساعد على التخفيف من عدوى الجهاز التنفسي لدى الأشخاص المصابين بالتليف الكيسي. من خلال تثبيط نمو بعض أنواع البكتيريا عند تناوله مع المضادات الحيوية.
التخفيف من حب الشباب
يحدث حب الشباب نتيجة لأسباب عدة، وأبرزها التوتر، وسوء التغذية، والتغيرات الهرمونية، بالإضافة إلى البكتيريا. ونظرًا إلى أن عسل المانوكا يحتوي على خصائص مضادة للبكتيريا فقد يساعد على التخفيف من حب الشباب عند استخدامه مع المنتجات ذات الرقم الهيدروجيني المنخفض (pH).
الكمية الموصى بتناولها من عسل المانوكا
يُعد العسل مصدرًا للسكر، لذا من المهم تناوله باعتدال. وتوصي جمعية القلب الأمريكية بتناول ما يقل عن 25 غرامًا من السكر المضاف يوميًا للإناث، وما يقل عن 36 غرامًا للذكور. وبذلك يمكن تناول ما يقارب ملعقة إلى ملعقتين كبيرتين من عسل المانوكا في حال عدم تناول أي مصدر آخر للسكر المضاف. عدا عن ذلك لا توجد توصيات تتعلق بالكمية الواجب تناولها.
كيفية اختيار عسل المانوكا
تختلف المعايير والمقاييس التي يُصنف وفقها عسل المانوكا. ويُعد عامل مانوكا الفريد (Unique Manuka Factor) والذي يُعرف اختصارًا بـ UMF أكثرها شمولًا وهو المقياس المستخدم بنيوزليندا. إذ يُصنف العسل وفقًا لمقياس يتدرج من UMF 5-plus إلى UMF 20-plus. وهو ما يشير إلى تركيز الميثيل جليكوسال (MGO) في عسل المانوكا الذي يحدد مدى قوة خصائص العسل المضادة للبكتيريا وفعاليته. فكلما ازداد رقم UMF دلّ ذلك على قوة العسل وارتفاع سعره. ومن المهم اختيار العسل الذي يحتوي على رقم UMF مرتفع للحصول على أقصى فائدة.
محاذير استخدام عسل المانوكا
على الرغم من أن عسل المانوكا يُعد آمنًا للمعظم، إلا أنه يُنصح بعض الأشخاص بتجنب تناوله أو التخفيف منه، ومنهم:
- مرضى السكري: وذلك لأن العسل مصدر للسكر، ويؤدي تناوله بكميات مرتفعة إلى ارتفاع مستوى السكر في الدم.
- الأشخاص الذين يعانون من حساسية تجاه النحل والعسل: فقد يؤدي تناول عسل المانوكا إلى حدوث رد فعل تحسسي لدى هؤلاء الأشخاص.
- الأطفال الرضع: وخاصة ممن هم ما دون عمر السنة. إذ يؤدي العسل إلى إصابتهم بالتسمم الوشيقي (Infant botulism) الذي يؤدي إلى ضعف العضلات.
يساعد عسل المانوكا في التخفيف من العديد من المشاكل الصحية، وأبرزها مشاكل الهضم، والسعال، والجروح، ومشاكل الفم. وعادةً ما يُنصح باختيار عسل المانوكا الذي يحتوي على نسبة مرتفعة من مركبات الميثيل جليكوسال MGO لضمان الحصول على فوائده المرجوة. في المقابل من المهم تناوله باعتدال لتجنب حدوث أي أعراض جانبية نظرًا لكونه مصدر غني بالسكر.