تعرّف على العلاج بالروائح العطرية Aromatherapy: استخداماته، وفوائده الصحية
تتعرض بطانة المعدة لحمضية عصارة المعدة القوية والملتهبة. الإنزيمات المعدية التي تستطيع هضم البروتين يمكنها أيضًا هضم الجدار المعدي نفسه. يتم حماية المعدة من الهضم الذاتي بواسطة الحاجز المخاطي.
يحتوي هذا الحاجز على عدة مكونات.
• أولاً، يُغطى جدار المعدة بطبقة سميكة من المخاط الغني بالبيكربونات. يشكل هذا المخاط حاجزًا فيزيائيًا، وأيونات البيكربونات فيه تحيّد الحمض.
• ثانيًا، تلتقي خلايا الظهارة لبطانة المعدة في وصلات ضيقة، والتي تمنع عصارة المعدة من اختراق الأنسجة الأسفل.
• أخيرًا، توجد خلايا جذعية في مناطق اتصال الغدد المعدية بالحفر المعدية تقوم بسرعة باستبدال الخلايا الظهارية المخاطية التالفة عندما تتساقط هذه الخلايا.
العلاج بالروائح العطرية واستخداماته
منذ آلاف السنين بدأ العلاج بالروائح العطرية كأحد فروع الطب الشمولي باستخدام النباتات العطرية مثل الأزهار، والأشجار، والأعشاب باستخراج الزيوت منها واستخدامها إمّا باستنشاق عبيرها، أو تدليك الجسم بها، أو بإضافتها إلى الشموع، والصابون، وأملاح حوض الاستحمام، ومعطرات المنزل، وأجهزة التبخير. ويهدف ذلك إلى تحسين الصحة الجسدية والنفسية. وما يثير الاهتمام أن الزيوت المستخدمة وطريقة استخدامها تختلف تبعًا لكلّ فرد وحالته الصحية، والهدف المرجو من هذا العلاج. فلكلّ نوع من الزيوت الأساسية خصائصه الفريدة، تبعًا لرائحته والمركبات الكيميائية التي يحتويها، وبذلك يؤثر هذا المزيج في المراكز العصبية في الدماغ، ما ينتج عنها تفاعلات نفسية وعاطفية.
أبرز طرق العلاج بالروائح العطرية
يتمّ العلاج بالروائح العطرية بطرق عدّة، وذلك من خلال إضافة الزيوت الأساسية إلى ملطفات الجو، ومعطرات المنزل، والشموع وغيرها، لكن هنالك طريقتين تعدّان الأكثر شيوعًا وهما:
1. الاستنشاق عبر الأنف
تتلخص هذه الطريقة باستنشاق الزيوت الأساسية عبر الأنف عند إضافتها إلى أجهزة التبخير، أو ملطفات الجو. و تحفّز الزيوت الأساسية الجهاز الشمي الذي يربط بين الدماغ والأنف، وتعبر جزيئاتها من الأنف أو الفم إلى الرئتين، ثم انتقالًا إلى أجزاء الجسم الأخرى بما فيها الدماغ. وعند وصولها إلى الدماغ فإنها تؤثر إيجابيًا في الجهاز النطاقي (limbic system) المرتبط بمعدل ضربات القلب، والمشاعر، وضغط الدم، والتنفس، بالإضافة إلى الذاكرة ومعدل التوتر، وأخيرًا مستوى الهرمونات في الدم. وإلى جانب الرائحة العطرة التي توفرها الزيوت الأساسية فإن لها دور في تعقيم المجرى التنفسي، والتخفيف من احتقان الأنف، إضافة إلى تأثيرها الإيجابي في النفسية.
2. التطبيق الموضعي
لا يقتصر العلاج بالروائح العطرية على استنشاق الزيوت الأساسية وشمّها وحسب، إنما يمكن لتطبيقها موضعيًا أن يوفر التأثير ذاته. إذ يمتص الجسم الزيوت الأساسية، والمستحضرات التي تحتوي عليها عبر الجلد، ويساعد تدليك الجلد عند تطبيق الزيوت على تحفيز الدورة الدموية مما يعزز من الامتصاص. ومن المعتقد أنّ تطبيق هذه الزيوت على الأجزاء الأكثر احتواءً على بصيلات الشعر والغدد العرقية مثل راحة اليد والرأس له فعالية أكبر.
ولكن تجدر الإشارة إلى أنه يمنع تطبيق الزيوت الأساسية موضعيًا على الجلد دون تخفيفه بالزيوت الناقلة مثل زيت الزيتون، وزيت اللوز الحلو، وزيت الجوجوبا، مع الحرص على إجراء اختبار للحساسية قبل 2448 ساعة من تطبيقه على المنطقة المنشودة. ويمكن تخفيف الزيوت الأساسية بنسبة تتراوح بين 0.5%5% والتي تُعد النسبة الآمنة. وللحصول على نسبة التخفيف 0.5% يُضاف 36 قطرات من الزيت الأساسي لكل 30 مليلتر من الزيت الناقل. أمّا نسبة 5% فيمكن تحقيقها بإضافة 30 قطرة من الزيت الناقل إلى 30 مليلتر من الزيت الناقل.
فوائد العلاج بالروائح العطرية
يندرج العلاج بالروائح العطرية أسفل الطب الشمولي الذي يُعنى بعلاج الجسد ككل، من الناحية الجسدية، والنفسية، والذهنية، لذا فإن العلاج بالروائح العطرية يُستخدم للهدف ذاته، ويُعدّ علاجًا مكمّلًا ومساعدًا للعلاجات الأخرى، ويوفّر عددًا من الفوائد لصحة الجسم ومنها ما يأتي:
- التخفيف من أعراض الاكتئاب، والقلق، والتوتر.
- تحسين جودة النوم.
- تعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء.
- التخفيف من الأعراض المصاحبة لعلاج السرطان مثل الألم، والغثيان.
- التخفيف من الألم الناتج عن بعض الحالات مثل حصى الكلى، والتهاب المفاصل، وآلام الركبة.
- التقليل من تقرحات الفم وألم الأسنان.
- تعزيز صحة جهاز المناعة.
- علاج الصداع ونوبات الشقيقة.
- مكافحة البكتيريا والفيروسات والفطريات كتلك التي تصيب الجلد.
- تعزيز نمو الشعر، والتحسين من الثعلبة.
- تحسين صحة الجهاز التنفسي، وتخفيف أعراض الربو.
أنواع الزيوت المستخدمة في العلاج بالروائح العطرية
تتوفر مجموعة واسعة من الزيوت الأساسية ذات الخصائص الفريدة تُستخدم في العلاج بالروائح العطرية، وتختلف تأثيرات هذه الزيوت واستخدامها باختلاف نوعها، وفيما يأتي أبرز الزيوت الأساسية المستخدمة في العلاج بالروائح العطرية:
- زيت اللافندر: يُستخدم للمساعدة على النوم وتعزيز الشعور بالاسترخاء.
- زيت إكليل الجبل: المستخدم لتقوية الذاكرة، وتعزيز نمو الشعر ووقف تساقطه.
- زيت شجرة الشاي: يُعرف بخصائصه المضادة للالتهاب، والبكتيريا، وعادةً ما يُستخدم للتعقيم، وعلاج حب الشباب.
- زيت البرغموت: عادةً ما يُمزج مع زيت الأوكالبتوس للتخفيف من مشاكل الجلد الناتجة عن التوتر والقلق.
- زيت البابونج: يشتهر باستخدامه لعلاج الأكزيما.
- زيت القرنفل: يتميز بخصائصه المخدرة وعادةً ما يُستخدم لعلاج ألم الأسنان.
- زيت الأوكالبتوس: يساعد في توسيع المجاري التنفسية وتحسين القدرة على التنفس عند الإصابة بنزلات البرد والانفلونزا.
- زيت الياسمين: يُعتقد أنه يحفز الموجات المرتبطة باليقظة والانتباه في الدماغ.
الآثار الجانبية للعلاج بالروائح العطرية
تُعد معظم الزيوت الأساسية آمنة عند استخدامها بطريقة سليمة، إذ هناك بعض الأمور التي يجب أخذها بعين الاعتبار ومنها استخدام الزيوت الأساسية بعد تخفيفها بالزيوت الناقلة، وإجراء فحص الحساسية قبل استخدامها. وفي حال الحمل والرضاعة من الأفضل استخدام الزيوت الأساسية بحذر واستشارة الطبيب المختص، ومن الجدير بالذكر أنه يمنع تناول الزيوت الأساسية عبر الفم لما تسببه من ضرر للكبد والكلى. وقد يعاني بعض الأشخاص من ظهور بعض الآثار الجانبية للزيوت الأساسية، ومنها:
- الصداع.
- الغثيان.
- تهيج الجلد.
- نوبات الربو.
- الطفح الجلدي.
يكتسب العلاج بالروائح العطرية اهتمامًا واسعًا بالآونة الأخيرة لما يقدمه من فوائد صحية للجسم والصحة النفسية والذهنية، فهو يساعد على الشعور بالاسترخاء، ويخفف من الألم، ويعزز صحة جهاز المناعة. وتتعدد الزيوت الأساسية المستخدمة في العلاج بالروائح العطرية المتمثل باستنشاق رائحتها، أو تطبيقها موضعيًا على الجلد بعد تخفيفها. ومن المهم عند اللجوء لهذا العلاج اختيار الزيوت ذات الجودة العالية ومن مصادر موثوقة، واستشارة المختصين قبل استخدامها.