الحلبة: عشبة ذات فوائد مذهلة

تنتمي الحلبة (Fenugreek)، (الاسم العلمي:  (Trigonella foenum-graecum L.) إلى مجموعة البقوليات، وهي من الأعشاب التي تزخر بالعناصر الغذائية الضرورية للجسم، بما فيها ألياف الغالاكتومانان (galactomannan fiber)، وهيدروكسي إيزوليوسين ( hydroxyisoleucine)، بالإضافة إلى الصابونين (saponin) التي تقدم العديد من الفوائد لصحة الجسم.  وتتوفر الحلبة بأشكال عدّة مثل البذور، والمسحوق، والتي يمكن تحضير الشاي والمخبوزات منها، وإضافتها لمختلف أصناف الطعام، كما أنها تتوفر على شكل مكملات غذائية تباع بالصيدليات.

أهم فوائد الحلبة

تُعرف الحلبة بالفوائد العظيمة التي تقدمها لصحة الجسم سواء للرجال أو للنساء، ومن أهم هذه الفوائد نذكر ما يأتي:

 

1.    زيادة إدرار الحليب

تُستخدم الحلبة بهدف تعزيز إدرار حليب الأم المرضع منذ القِدَم. إذ إنها مصدر غني للعناصر الغذائية التي يحتاجها الطفل للنمو. وأثبتت عدّة دراسات هذا التأثير، إذ تُظهر إحداها أنّ شرب شاي الأعشاب الذي يحتوي على الحلبة من قبل مجموعة من الأمهات اللواتي أنجبن حديثًا أدى إلى زيادة إنتاج الحليب، مما أدى إلى زيادة وزن أطفالهنّ. وفي دراسة أخرى أُجريت على مجموعة من الأمهات وتمّ تقسيمهنّ إلى 3 مجموعات: المجموعة الأولى أُعطيت علاجًا وهميًا (Placebo)، والثانية أُعطيت شاي الحلبة، والثالثة لم تُعطى شيئًا، وأظهرت النتائج أنّ المجموعة التي أُعطيت شاي الحلبة ارتفع لديهنّ منسوب الحليب الذي تم ضخّه من الثدي من 34 مليلترًا إلى 73 مليلترًا. وبذلك تُعد الحلبة بديلًا طبيعيًا وفعالًا للأدوية والمكملات الغذائية المدرّة للحليب.

 

2.    رفع مستوى التستوستيرون وتحسين الخصوبة لدى الرجال

يُعد استخدام الحلبة لتحسين مستوى هرمون التستوستيرون وتحسين الرغبة الجنسية لدى الرجال من أكثر استخداماتها شيوعًا. إذ تُظهر إحدى الدراسات إلى أنّ تناول 300 مليغرام من الحلبة مرتين يوميًا لمدة 8 أسابيع أدى إلى زيادة مستوى هرمون التستوستيرون لدى الرجال. وفي دراسة أخرى استمرت لمدة 6 أسابيع وجد أنّ تناول 600 مليغرام من مستخلص الحلبة مع المغنيسيوم وفيتامين ب6 والزنك أدى إلى تحسّن في الرغبة الجنسية. من جهة أخرى، تساعد الحلبة على زيادة عدد الحيوانات المنوية.

 

3.    تنظيم مستوى السكر في الدم

من فوائد الحلبة أنها تساهم في تنظيم مرض السكري، ففي دراسة أجريت على مجموعة من الأشخاص المصابين بالسكري من النوع الثاني، وجد أن تناولهم 5 غرامات من مسحوق الحلبة مرتين يوميًا لمدة شهرين أدى إلى انخفاض مستوى السكر التراكمي، وسكر الدم الصيامي، لدى المشاركين. وفي دراسة أخرى وجد أن استبدال ما نسبته 10% من دقيق القمح المكرر بمسحوق الحلبة في صنع الخبز أدى إلى خفض مستوى السكر في الدم بشكل ملحوظ لدى الأشخاص الأصحاء. وقد يرجع هذا التأثير إلى احتواء الحلبة على نسبة مرتفعة نسبيًا من الألياف الغذائية.

 

4.    المساعدة في خسارة الوزن الزائد

تساهم الحلبة في خسارة الوزن الزائد من خلال كبح الشهية وزيادة الشعور بالشبع، الأمر الذي يساعد على الحد من الإفراط في تناول الطعام، وبالتالي خسارة الوزن. وتشير إحدى الدراسات إلى أنّ شرب الحلبة من قبل مجموعة من السيدات اللواتي تعانين من زيادة الوزن قبل تناول الطعام أدى تقليل شعورهن بالجوع، وزيادة شعورهن بالشبع. إذ قد تساعد الألياف الغذائية الموجودة في الحلبة على تحقيق هذا التأثير.

 

5.    تقليل خطر الإصابة بأمراض القلب

يُعد ارتفاع مستوى الكوليسترول في الدم، وارتفاع ضغط الدم من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. ومن فوائد الحلبة أنها تساعد في خفض مستوى الكوليسترول، والدهون الثلاثية، والكوليسترول الضار LDL، ومستوى ضغط الدم، في المقابل رفع مستوى الكوليسترول الجيد HDL،  الأمر الذي ينعكس إيجابيًا على صحة القلب. وقد يرجع هذا التأثير إلى محتوى الحلبة من الألياف الغذائية، إذ إنها تتألف من 48% تقريبًا من الألياف الغذائية.

 

6.    التخفيف من أعراض المبيض متعدد الكيسات

تحدث متلازمة المبيض متعدد الكيسات (PCOS) أو كما يشاع تسميتها بتكيس المبايض نتيجة خلل في الهرمونات، وتتمثل أعراضها بعدم انتظام الدورة الشهرية، وعدم القدرة على الحمل. وتشير إحدى الدراسات الي أجريت على مجموعة تتألف من 50 مشاركة بإعطائهنّ 500 مليغرام من مستخلص الحلبة لمدة 90 يومًا، إلى أنّ 46% من المشاركات انخفض لديهنّ حجم تكيسات المبايض، و 36% منهنّ لم تظهر لديهن المزيد من التكيسات. من جهة أخرى، تشير نتائج الدراسة أنّ 71% من المشاركات انتظمت لديهنّ الدورة الشهرية، و 12% تمكنّ من الحمل. وعلى الرغم من هذه النتائج الإيجابية إلّا أنّ هناك حاجة لمزيد من الدراسات لإثبات هذا التأثير.

 

7.    التحسين من أعراض الربو

قد تفيد الحلبة الأشخاص الذين يعانون من الربو الخفيف، إذ تشير الدراسات إلى أن استخدام شراب الحلبة كعلاج إضافي لعلاج الربو قد يخفف من الأعراض، وأظهرت النتائج أيضًا أنّها تخفض بروتين الإنترلوكين-4 (interleukin-4) الذي له دور في تورم مجرى التنفس والتهابها، بالإضافة إلى أنها تحسن من وظيفة الرئة وبالتالي تحسن القدرة على التنفس.

 

الآثار الجانبية المحتملة والتداخلات الدوائية للحلبة

تُصنف الحلبة ضمن الأعشاب الآمنة، وعادةً لا تسبب آثارًا جانبية سلبية، لكن قد يعاني البعض من ظهور أعراض خفيفة مختلفة نتيجة تناول الحلبة، ومنها:

  • الغازات.
  • الغثيان والتقيؤ.
  • الإسهال.
  • اضطراب في المعدة.

 

أمّا عن التداخلات الدوائية فلا بد من الحذر واستشارة الطبيب عند استخدام الحلبة مع بعض الأدوية، ومنها ما يأتي:

  • مميعات الدم: قد تزيد الحلبة من تأثير هذه الأدوية، الأمر الذي ينتج عنه ظهور الكدمات، وزيادة خطر النزيف.
  • أدوية القلب: قد تزيد الحلبة من تأثير بعض الأدوية المستخدمة لعلاج أمراض القلب، بالإضافة إلى أنها قد تفاقم من سوء آثارها الجانبية مثل خفض معدل ضربات القلب، وخفض مستوى ضغط الدم، ومن هذه الأدوية حاصرات مستقبلات بيتا (Beta-blockers)، وحاصرات قنوات الكالسيوم (Calcium channel blockers).
  • أدوية السكري: تساعد الحلبة على خفض مستوى السكر في الدم، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة تأثير الأدوية المستخدمة للغرض ذاته، ما ينتج عنه ظهور بعض الأعراض مثل الشعور بالإرهاق، والتعرّق، والرعاش.
  • الأدوية المخفضة للبوتاسيوم: نظرًا إلى أنّ الحلبة تخفض مستوى البوتاسيوم في الدم، فإنّ استخدامها مع هذه الأدوية يزيد من هذا التأثير. وبذلك تظهر بعض الأعراض مثل ألم في العضلات، واضطراب في ضربات القلب، والشعور بتنميل الأطراف.

 

اشتهرت الحلبة منذ القِدَم بالفوائد العديدة التي تقدمها، مثل رفع هرمون التستوستيرون وتحسين الخصوبة لدى الرجال، وتحفيز إدرار الحليب، وتنظيم مستوى السكر في الدم، وغيرها من الفوائد. ويسهل إدخال الحلبة إلى النظام الغذائي، فهي تتوفر بأشكال عدّة وتدخل في تحضير أطباق مختلفة من الطعام، وبذلك يمكن الاستفادة من فوائدها.