هل تبحث عن أعشاب لزيادة التركيز؟ اطلع على أهمها
بازدياد عوامل التوتر والضغط يومًا بعد يوم من حولنا، سواء في العمل أو الدراسة، تتأثر صحة أذهاننا سلبًا، وتضعف قدرتنا على التركيز، ويزيد التشتت والخمول واستنزاف الطاقة، الأمر الذي ينتج عنه عرقلة قدرتنا على أداء المهام على أكمل وجه. وبذلك نبحث دومًا عن طرق مختلفة تعيد قدرتنا على التركيز وتعزز طاقتنا و يقظتنا. فإلى جانب الحصول على قسطٍ كافٍ من الراحة، وممارسة الرياضة بانتظام، والالتزام بنظام غذائي صحي متوازن، توجد بعض الأعشاب التي تساعد على دعم وظائف الدماغ الإدراكية والمعرفية، وتعزيز طاقة الجسم، وتحافظ على صحة الدماغ على المدى البعيد مع التقدم في السن.
أعشاب لزيادة التركيز
تتعدد الفوائد التي تقدمها الأعشاب التي نحن بصدد ذكرها لصحة الدماغ؛ فمنها ما يعزز طاقة الجسم، ومنها ما يزيد التركيز، ويقوي الذاكرة، ومنها ما يحسن القدرة على التفكير بوضوح. إليك أبرز الأعشاب التي تساعد على زيادة التركيز.
1. الجنسنج
يشتهر الجنسنج (Ginseng) ، (الاسم العلمي: Panax ginseng) باستخدامه لتعزيز الطاقة، وتحفيز الدماغ على أداء وظائفه، وعرف بدوره في تحسين الوظائف الإدراكية و زيادة القدرة على التركيز، بالإضافة إلى أنه يُحسن النشاط البدني، ويقلل الشعور بالإعياء والخمول. فهو يحتوي على عدّة مركبات فعالة تُعدّ هي المسؤولة عن خصائصه المحسنة لوظائف الدماغ، ومنها: الجنسينوسيدات (Ginsenosides)، وإليوثيروسيدات (Eleutherosides) وسيووجيانوسيدات (Ciwujianosides). ويمكن تناول مكملات الجنسنج الغذائية بجرعة تتراوح بين 200-1000 مليغرام في اليوم للاستفادة من خصائصها المحسنة للوظائف الإدراكية والتركيز.
لكن تجدر الإشارة إلى أنّ الجنسنج قد يسبب بعض الآثار الجانبية لدى البعض، مثل الأرق، وارتفاع معدل ضربات القلب، والإسهال، وارتفاع ضغط الدم. من جهة أخرى، فإنه قد يتعارض مع بعض الأدوية مثل أدوية الاكتئاب، وأدوية أمراض القلب والسكري، لذا من المهم استشارة الطبيب قبل تناوله مع أحد هذه الأدوية.
2. الميرمية
تحتوي الميرمية (Sage)، (الاسم العلمي: Salvia officinalis) على مجموعة من المركبات النباتية الفعالة التي تجعل من الميرمية أحد الأعشاب الطبية المميزة، ومن ضمن هذه المركبات اللوتولين (Luteolin)، وحمض روزمارينيك (Rosmarinic acid)، و الكافور (Camphor)، والكيرسيتين (Quercetin)، والأبيجينين (Apigenin). إذ تُعدّ الميرمية من الأعشاب التي تساعد على زيادة التركيز، والانتباه، واليقظة، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة، والقدرة على استدعاء الكلمات وتذكرها.
بالإضافة إلى ذلك تعمل الميرمية كمثبط لإنزيم الأسيتيل كولين إستراز (Acetylcholinesterase) الذي يحطم الناقل العصبي الأسيتيل كولين (Acetylcholine) الذي له دور في تحسين وظائف الدماغ بما فيها الذاكرة والانتباه. بمعنى آخر يزيد هذا الإنزيم المثبط من إتاحة الناقل العصبي في الدماغ مما يحفز الوظائف الإدراكية.
واُجريت إحدى الدراسات على مجموعة تتألف من 36 شخصًا بالغًا، تم إعطائهم ما يعادل 50 ميكرولترًا من زيت الميرمية الأساسي. أظهرت النتائج أنه أدى إلى تحسن في أداء المهام التي تتطلب الانتباه، كما أنه حسن من الذاكرة، واليقظة، وقلل من والإرهاق الذهني على مدار 4 ساعات.
3. النعناع
قد يساعد استنشاق الرائحة العطرة المنبعثة من زيت النعناع (Peppermint) الأساسي على زيادة التركيز، واليقظة، وتحسين المزاج، وتعزيز الطاقة، وتقليل الإرهاق. وأظهرت دراسة أُجريت على 144 شخصًا أنّ استنشاقهم لعبير زيت النعناع الأساسي أدى إلى تحسن الذاكرة وزيادة اليقظة لديهم. كما يمكن لشرب شاي النعناع أن يحسن القدرة على التركيز، ويحسن الوظائف الإدراكية.
4. إكليل الجبل
تشير الأبحاث إلى أنّ إضافة إكليل الجبل (Rosemary)، (الاسم العلمي: Rosmarinus officinalis) إلى الطعام، أو شربه مع الشاي، أو حتى استنشاق عبيره يساعد على تحسين الوظائف الإدراكية، ويُحسن الذاكرة و القدرة على التفكير بوضوح. ففي دراسة شملت 28 شخصًا وجد أنّ استهلاكهم مسحوق أوراق إكليل الجبل المجففة ساهم بتحسين الذاكرة بشكل ملحوظ. بينما تشير دراسة أخرى إلى أنّ تعرّض المشاركين لرائحة إكليل الجبل أثناء أدائهم لبعض المهام التي تتطلب تحليل ومعالجة المعلومات المرئية، ومهام الطرح المتسلسل، أدّى إلى تحسّن السرعة والدقة في أداء المهام. ولشاي إكليل الجبل التأثير نفسه في تحسين الوظائف الإدراكية وزيادة التركيز.
5. الأشواغاندا
تُعرف الأشواغاندا ( Ashwagandha)، (الاسم العلمي: Withania somnifera) باستخدامها منذ القدم لتحسين وظائف الدماغ. وهي من الأعشاب التي تزيد التركيز. إذ تظهر نتائج إحدى الدراسات أن أخذ ما يعادل 600 مليغرام من مكملات الأشواغاندا الغذائية يساعد على تحسين الانتباه، ومعالجة المعلومات، بالإضافة إلى تحسين الذاكرة، واليقظة. من جهة أخرى، تساعد الأشواغاندا على تحسين أداء المهام الإدراكية وسرعة إعطاء رد فعل تجاه المؤثرات.
تتوفر الأشواغاندا على شكل المستخلص السائل، والمسحوق، والكبسولات. وتعادل الجرعة الملائمة من الكبسولات ما يتراوح بين 250-1500 مليغرامًا تبًعا للحالة الصحية. وينصح باستهلاك جرعات منخفضة منها لتجنب آثارها السلبية الناجمة عن الجرعات العالية مثل الإسهال، والغثيان، والتقيؤ، واضطراب الجهاز الهضمي.
6. الجنكة
تتميز الجنكة (Ginkgo biloba) بخصائصها الفريدة وفوائدها العظيمة لصحة الجسم بما فيها صحة الدماغ وبنواحٍ عدّة؛ إذ من المعتقد أن لها دورٌ في زيادة التركيز، والانتباه، والذاكرة، والوظائف الإدراكية، وتحسين الحالة المزاجية. كما أنها تساعد على تقليل التوتر الذي قد يضعف التركيز والقدرة على أداء المهام. من جهة أخرى، تساهم الجنكة في في تخفيف الأعراض المرتبطة بالقصور الإدراكي والمعرفي المرتبطة بتقدم العمر. أمّا عن آلية عملها فهي تساعد على تحسين تدفق الدم في الدماغ.
وتتوفر الجنكة بأشكال عدّة، مثل الكبسولات، والأقراص، والأوراق المجففة، و المستخلص السائل. ولا توجد جرعة محددة لاستهلاكها، لكن تتراوح الجرعة الآمنة بين 120-160 مليغرامًا، مقسمة على جرعات متعددة خلال اليوم. وكغيرها من الأعشاب قد يؤدي استهلاكها إلى حدوث بعض الآثار الجانبية مثل الغثيان، والإسهال، والصداع، وألم في المعدة. كما أنها قد تتعارض مع بعض الأدوية مثل مميعات الدم، ومضادات الالتهاب اللاستيرويدية، ومضادات الاكتئاب.
7. الكركم
يُعرف الكركم (Turmeric) ، (الاسم العلمي: Curcuma longa) باحتوائه على مركب فعال له خصائص مضادة للأكسدة ومضادة للالتهاب يُعرف بالكركمين (Curcumin)، الذي يساهم في الحفاظ على صحة الجسم بما فيها صحة الدماغ. إذ إنه يساهم في تحسين الذاكرة من خلال تنظيف الدماغ من بروتين البيتا أميلويد الذي يتراكم في الدماغ ويؤدي إلى تكوّن لويحات (Plaques) مرتبطة بالإصابة بمرض ألزهايمر. من جهة أخرى، يساعد الكركم على تثبيط تحلل الخلايا العصبية في الدماغ، وبالتالي الحفاظ عليها وحمايتها، الأمر الذي يعزز قدرة الدماغ على أداء وظائفه المتعلقة بالذاكرة والإدراك. وللاستفادة من الكركم يمكن إضافته إلى الطعام، أو إلى الشاي، مع إضافة القليل من الفلفل الأسود لتحسين امتصاص الكركمين في الجسم.
تساعد كل من الجنكة، والكركم، والجنسنج، والميرمية وغيرها من الأعشاب التي ذكرناها أعلاه على زيادة التركيز، وتحسين الذاكرة، وتعزيز طاقة الجسم، الأمر الذي ينتج عنه ذهن أكثر صفاءً وقدرة على أداء مهامه المختلفة. ولا بد من اتباع عادات صحية كذلك للحفاظ على مستوى الطاقة وتفتح الذهن مثل ممارسة الرياضة، وتناول غذاء صحي، والنوم خلال ساعات الليل بقدرٍ كافٍ، إلى جانب الابتعاد قدر الإمكان عن المشتتات ومسببات التوتر.