رويال جلي، غذاء ملكات النحل، فوائده ودواعي استخدامه

يفرز النحل مادة بيضاء اللون تشبه الحليب لكنّ بقوام أكثر كثافة، بهدف تغذية يرقات النحل وملكة النحل، تُعرف بغذاء ملكات النحل أو الرويال جيلي (Royal jelly). استُخدم غذاء ملكات النحل منذ زمن في الطب التقليدي، فهو يحتوي على مجموعة متنوعة من العناصر الغذائية، والتي يُعتقد أنها تمد الجسم بالعديد من الفوائد الصحية. وفي يومنا هذا يتوفر غذاء ملكات النحل على شكل مكملات غذائية بجرعة تتراوح بين 300-6000 مليغرام تبعًا للحالة الصحية المراد تحسينها.

فوائد غذاء ملكات النحل

يوفر غذاء ملكات النحل عددًا من الفوائد المحتملة لصحة الجسم سواء بتناول مكملاته الغذائية أو تطبيقه موضعيًا على الجلد. والتي ما تزال الدراسات والأبحاث حولها قائمة لإثيات تأثيرها، وفيما يأتي نوضح أبرز هذه الفوائد.

 

1.    مصدر غني بالعناصر الغذائية الضرورية

يتكون غذاء ملكات النحل بشكل أساسي من الماء بنسبة 50-60%، والكربوهيدرات بنسبة 15%، بالإضافة إلى البروتينات بنسبة 18%، والأحماض الدهنية الفريدة بنسبة 3-6%، تشمل هذه البروتينات ما يُعرف ببروتينات غذاء الملكات الأساسية (Major royal jelly proteins)، وهي 9 بروتينات سكرية، أمّا الأحماض الدهنية فهي حمض 10-هيدروكسي-2-ديسينويك (Trans-10-Hydroxy-2-decenoic acid)، وحمض 10-هيدروكسي ديكانويك (10-Hydroxydecanoic acid). كما يحتوي غذاء الملكات على مجموعة متنوعة من فيتامينات المجموعة ب، مثل الثيامين (B1)، والنياسين (B3)، وحمض الفوليك (B9)، وغيرها، و التي جميعها تجعل من غذاء ملكات النحل غذاءً صحيًا.

 

2.    المساعدة في ترميم الخلايا وتجديدها

قد يُعد استخدام غذاء ملكات النحل لتجديد الخلايا التالفة وإعادة ترميمها من أكثر استخداماته شيوعًا. إذ قد تستفيد بعض الحالات من هذه الخاصيّة لحل العديد من المشاكل الصحية. فمثلًا تساعد المركبات الحيوية الموجودة في غذاء ملكات النحل على الحد من التحلل العصبي (Neurodegeneration) الذي ينتج عنه الإصابة بمختلف الأمراض مثل ألزهايمر، والتصلب اللويحي أو المتعدد، وباركنسون وغيرها من الأمراض العصبية. إذ تشير إحدى الدراسات إلى أنه قادر على تقليل الالتهاب العصبي، وتجديد الخلايا المسؤولة عن إنتاج المايلين (Myelin) الذي يساعد على حماية الخلايا العصبية من التلف.

 

كما تساعد مضادات الأكسدة الموجودة في غذاء ملكات النحل في حماية الكلى ووظائفها من التلف، وتدعم ترميم الخلايا في الكلى وبالتالي تحسن من وظائفها وتحد من الإصابة بالعديد من المشاكل الصحية التي تصيب الكلى.

3.    المساعدة في تحسين الخصوبة

من فوائد غذاء ملكات النحل أنه يساعد على تحسين الخصوبة لدى النساء والرجال. لدى النساء يساعد غذاء ملكات النحل في تحسين مستويات هرموني الأستروجين والبروجسترون، كما أنه يساعد في زيادة عدد الجريبات الناضجة والأجسام الصفراء، والتي ترتبط زيادتها في تعزيز الخصوبة من خلال تحسين جودة التبويض وزيادة فرص نجاح الحمل.

أمّا لدى الرجال، فلوحظ أنّ غذاء ملكات النحل قد يُحسن من عدد الحيوانات المنوية وحركتها، وحيويتها، كما أنه يُحسن من مستوى هرمون التستوستيرون، ويقلل من إنتاج الحيوانات المنوية غير الناضجة، أو تلك ذات الحمض النووي التالف، التي قد تحدث نتيجة تناول أحد أنواع الأدوية المستخدمة في العلاج الكيميائي لمرضى السرطان. ويرجع هذا التأثير إلى خصائصه المضادة للأكسدة.

4.    الحفاظ على صحة القلب

تشير الأبحاث إلى أنّ غذاء ملكات النحل يساهم في الحفاظ على صحة القلب وتقليل خطر الإصابة بالأمراض المختلفة، فهو يساهم في خفض مستوى الكوليسترول الذي يُعد أحد عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب. ففي إحدى الدراسات المخبرية التي استمرت 12 أسبوعًا وجد أنّ غذاء الملكات قلل من مستوى الكوليسترول الكلي بما نسبته 28%، والكوليسترول الضار LDL بما نسبته 23%. وفي دراسة أخرى استمرت لمدة شهر وُجد أنّ القيم ذاتها انخفضت بنسبة 11% و14% على التوالي عند تناول 3 غرامات من غذاء ملكات النحل.

 

ويُعد ارتفاع ضغط الدم من عوامل خطر الإصابة بأمراض القلب كذلك، وتساعد البروتينات الموجودة في غذاء الملكات على خفض ضغط الدم المرتفع من خلال إرخاء الخلايا العضلية في الشرايين والأوردة، مما يؤدي إلى تحسن تدفق الدم.

 

5.    ترميم الجلد والمساعدة في التئام الجروح

من فوائد غذاء ملكات النحل أنه يساعد على ترميم الجلد، ويسرّع التئام الجروح، سواء عن طريق تناوله أو تطبيقه موضعيًا على الجزء المصاب، فهو يوفر خصائص مضادة للالتهاب، ومضادة للبكتيريا تحافظ على الجلد نظيفًا ومعقّمًا وتحد من إصابة الجلد بالعدوى. وتشير الأبحاث المخبرية أنّ مستخلص غذاء الملكات يمكن أن يزيد من إنتاج الكولاجين الذي له دور في ترميم الجلد. كما تشير إلى تحسّن قدرة الأنسجة على التجدد بشكل ملحوظ. من جهة أخرى، قد يساعد غذاء الملكات على زيادة حركة الخلايا الليفية (Fibroblasts) نحو الجرح مما يسرع من التئامه.

 

6.    تنظيم مستوى السكر في الدم

يساعد غذاء ملكات النحل في تنظيم السكر في الدم وخفض مستوياته، إلى جانب تحسين حساسية الأنسولين. وذلك من بفضل خصائصها المضادة للأكسدة التي تقلل الالتهاب والإجهاد التأكسدي (Oxidative stress). وتظهر إحدى الدراسات أن غذاء ملكات النحل قلل من معدل سكر الدم الصيامي بنسبة 20% لدى الأشخاص الأصحاء عند تناولهم غذاء الملكات يوميًا. من جهة أخرى، قد يُعدّ غذاء ملكات النحل خيارًا جيدًا لمرضى السكري من النوع الثاني، ففي إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من النساء بإعطائهنّ 1 غرام من غذاء ملكات النحل، لوحظ انخفاضًا في مستوى السكر في الدم لديهنّ بعد مرور 8 أسابيع.

 

7.    تحسين وظائف الدماغ

تشير الدراسات إلى أنّ غذاء ملكات النحل يفيد الدماغ من نواحٍ متعددة؛ إذ إنه يساعد في تقليل مستوى هرمون التوتر، وتقوية الجهاز العصبي المركزي. من جهة أخرى فإنه يساعد في تحسين الذاكرة، وتقليل أعراض الاكتئاب. وقد يرجع هذا التأثير إلى خصائصه المضادة للأكسدة التي تكافح تلف الخلايا.

 

8.    تعزيز صحة جهاز المناعة

تساعد المركبات الموجودة في غذاء ملكات النحل على تعزيز صحة جهاز المناعة، إذ إنه قد يحسن الاستجابة المناعية الطبيعية للجسم ضد الفيروسات والبكتيريا. كما أن الأحماض الدهنية والبروتينات الأساسية الموجودة فيه تعزز النشاط المضاد للبكتيريا في الجسم، الأمر الذي يقلل فرص الإصابة بالعدوى ويحسن من وظائف جهاز المناعة.

 

9.    تقليل الآثار الجانبية لعلاجات السرطان

ينتج عن الأساليب المختلفة لعلاج مرض السرطان بما فيها العلاج الكيميائي مجموعة من الآثار الجانبية السلبية، مثل مشاكل الجهاز الهضمي، والالتهاب، وغيرها. ويساعد غذاء ملكات النحل على التقليل من بعض هذه الآثار الجانبية. إذ تشير الدراسات المخبرية أنه قد يقلل من التهاب الغشاء المخاطي المبطن للقناة الهضمية، والذي ينتج عن العلاج الكيميائي، مسببًا ظهور تقرحات مؤلمة في الجهاز الهضمي.

 

10.                       التخفيف من أعراض انقطاع الطمث ومتلازمة ما قبل الحيض

يؤدي انقطاع الطمث إلى انخفاض في مستوى الهرمونات، ما يؤدي إلى اضطراب الذاكرة، والشعور بالألم، والاكتئاب والقلق لدى البعض. وتظهر الأبحاث المخبرية أن غذاء ملكات النحل قد يساعد على تحسين الذاكرة والتقليل من أعراض الاكتئاب. وفي دراسة أخرى أُجريت على مجموعة من السيدات في فترة ما بعد انقطاع الطمث، لوحظ انخفاضًا في مستوى القلق وآلام الظهر عند تناول 800 غرام من غذاء ملكات النحل مدة 12 أسبوعًا.

 

أمّا عن متلازمة ما قبل الحيض (Premenstrual syndrome) فهي مجموعة من الأعراض التي تظهر في الفترة التي تسبق الدورة الشهرية، تتمثل بالانتفاخ، والصداع، واضطراب الحالة النفسية، والإمساك أو الإسهال، وألم في أسفل الظهر وغيرها. ومن المعتقد أن غذاء ملكات النحل يساعد في التخفيف من هذه الأعراض. ففي دراسة أُجريت على مجموعة من السيدات اللواتي يعانين من متلازمة ما قبل الحيض، بإعطائهن 1 غرام من غذاء ملكات النحل، أظهرت النتائج انخفاضًا في أعراض هذه المتلازمة بنسبة 50% بعد مرور دورتي حيض. 

 

الآثار الجانبية لغذاء ملكات النحل

قد يؤدي تناول غذاء ملكات النحل أو تطبيقه موضعيًا على الجلد إلى ظهور بعض الآثار الجانبية، إذ إنه قد يسبب رد فعل تحسسي لدى البعض تتفاوت درجة حدّته، تظهر بعد عدّة دقائق من استخدامه، ويُعد الأشخاص المصابين بالربو والأكزيما هم الأكثر عرضة لحدوث التحسس. وقد يسبب غذاء ملكات النحل ظهور أعراض جانبية، مثل:

  • اضطراب في المعدة.
  • الطفح الجلدي.
  • الإسهال المصحوب بالدم.
  • السعال.

 

 

يوفر غذاء ملكات النحل مجموعة من الخصائص التي تدعم صحة الجسم، فهو يُعد مضادًا للأكسدة، ومضادًا للبكتيريا. كما أنّه قد يساعد في التحسين من مختلف الحالات الصحية مثل ضغط الدم، والكوليسترول، وأعراض متلازمة ما قبل الحيض وما بعد انقطاع الطمث،إلى جانب أعراض علاج السرطان، وأهمّ ما يوفره غذاء ملكات النحل هو المساعدة في إعادة ترميم الخلايا التالفة وتجديدها. وعلى الرغم من أنه آمن، إلا أنه قد يسبب ظهور آثار جانبية لدى البعض.