عشبة ذيل الحصان: فوائد صحية رائعة

يتميز نبات ذيل الحصان (Horsetail)، (الاسم العلمي: Equisetum arvense) بشكله الفريد، إذ له ساق طويلة خضراء، مغطاة بأوراق ناعمة كالريش، وهو من النباتات المستخدمة منذ القدم في الطب التقليدي لما يوفره من خصائص طبية متعددة تفيد الجسم بنواحٍ عدة. ويمكن العثور على ذيل الحصان في أشكال متعددة مثل شاي الأعشاب، أو الكبسولات، أو المستخلصات السائلة، كما أنها تدخل في صنع المراهم الطبية ومستحضرات العناية في البشرة والشعر، مما يجعلها خيارًا سهلًا للاستهلاك اليومي لتحقيق فوائد صحية متعددة.

فوائد عشبة ذيل الحصان الصحية 

توفر عشبة ذيل الحصان العديد من الخصائص الطبية الفريدة، فهي تُعد من مضادات الأكسدة، ومضادات الالتهاب التي تنعكس إيجابًا على صحة الجسم، فإليك أبرز الفوائد التي تقدمها:

 

1. المساهمة في تقوية العظام والحفاظ عليها 

تمرّ العظام خلال دورة حياتها بمرحلتين وهي مرحلة الهدم، ومرحلة البناء، والتي يُعدّ توازنها ضروريًا لتجنب الإصابة بهشاشة العظام، خاصةً عند تحفيز بناء الخلايا العظمية وتثبيط هدمها، وهذا ما أظهرته الأبحاث المخبرية حول تأثير عشبة ذيل الحصان في الحفاظ على صحة العظام، إذ إن لها خصائص تزيد من نشاط خلايا العظم البنائية وتثبط نشاط الخلايا الهادمة، وتشير إحدى الدراسات إلى أنّ تناول مستخلص عشبة ذيل الحصان أدى إلى تحسين كثافة العظام. وذلك بسبب محتواها الغني بالسيليكا، والذي يشكل ما يعادل 25% من وزنها، والذي يساهم بدوره في تحسين امتصاص الكالسيوم الضروري لنمو العظام السليم.

 

2.  توفير خصائص مدرّة للبول 

تُستخدم عشبة ذيل الحصان منذ القِدَم كمدرّ للبول، ما يعني أنها تزيد من إخراج الجسم للبول. ووفقًا للدراسات فإنّ تأثيرها قد يفوق تأثير بعض الأدوية المدرّة للبول، ويرجّح هذا التأثير إلى الأملاح المعدنية، ومضادات الأكسدة الموجودة في عشبة ذيل الحصان. بالإضافة إلى ذلك قد تفيد هذه العشبة في علاج الحاجة الملحة للتبول، والتبول الليلي، وسلس البول. وبفضل هذه الخصائص المدرّة للبول، فإنّ عشبة ذيل الحصان تساعد في خفض مستوى ضغط الدم المرتفع بشكل ملحوظ، وتأثيرها مشابه لتأثير أحد الأدوية المدرة للبول والمستخدمة لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

 

3. تعزيز التئام الجروح

تدخل عشبة ذيل الحصان في تصنيع المراهم الطبية، إذ إن تطبيقها موضعيًا على الجلد في التئام الجروح. ووفقًا لإحدى الدراسات فإنّ استخدام أحد المراهم الذي يحتوي على 3% من مستخلص عشبة ذيل الحصان على موضع الجرح يعزز التئام الجروح، ويقلل من احمرارها، وانتفاخها، والإفرازات التي قد تخرج منها، كما أنه يساعد على التخفيف من ألم هذه الجروح. ويُعزى هذا التأثير إلى وجود مادة السيليكا في هذه العشبة. وفي دراسة أخرى لوحظ أنّ استخدام مرهم يحتوي على ما يتراوح بين 5%-10% من مستخلص عشبة ذيل الحصان، أدّى إلى زيادة سرعة انغلاق الجرح بنسبة 95-99%، بالإضافة إلى تجدد الجلد بشكل أسرع.

 

4. تحفيز نمو الشعر

تتميز عشبة ذيل الحصان بمحتواها من مضادات الأكسدة ومادة السيليكون، ما يجعلها إحدى الأعشاب التي تحفز نمو الشعر وتحد من تساقطه. إذ تساهم مضادات الأكسدة في تقليل الالتهابات الدقيقة والتلف الذي يصيب بصيلة الشعر بفعل الجزيئات غير المستقرة التي تُعرف بالجذور الحرة (Free radicals). أمّا السيليكون فيقلل من تساقط الشعر ويزيد من بريق الشعر ولمعانه. وتشير إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من السيدات اللواتي يعتقدن أنهنّ يعانين من ترقق الشعر، والتي استمرت لمدة 3 أشهر، إلى أنّ تناول المشاركات للكبسولات التي تحتوي على عشبة ذيل الحصان مرتين يوميًا أدّى إلى تقوية الشعر، وزيادة معدّل نموه.

 

التداخلات الدوائية لعشبة ذيل الحصان

قد يؤدي استخدام عشبة ذيل الحصان بالتزامن مع بعض الأدوية إلى تأثّر فعالية هذه الأدوية، وبهذا يُنصح باستشارة الطبيب المختص قبل استخدام هذه العشبة مع أيّ من الأدوية الآتية:

  • أدوية السكري: فعشبة ذيل الحصان قد تؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم، وتناولها مع أدوية السكري والأنسولين قد يؤدي إلى انخفاض مستوى السكر في الدم لمستويات خطيرة تضرّ بالصحة إذا ما تم تداركها.
  •  مدرّات البول: بفعل خصائصها المدرّة للبول، فإنّ استخدام ذيل الحصان مع مدرّات البول قد يسبب انخفاضًا حادًا في مستوى البوتاسيوم في الدم.
  • الثيامين: قد تؤدي عشبة ذيل الحصان إلى انخفاض مستوى الثيامين في الدم بسبب احتوائها على إنزيم الثياميناز الذي يفكك الثيامين أو فيتامين ب1، لذلك فإنها تزيد من تفاقم حالة نقص الثيامين في الجسم.
  • لاصقات النيكوتين أو لبان النيكوتين: تُستخدم هذه الوسائل للمساعدة على الإقلاع عن التدخين، لكن نظرًا إلى أنّ ذيل الحصان تحتوي على نسبة بسيطة من النيكوتين، فإنه يُنصح بتجنب استخدامها في حال استخدام أيّ من هاتين الوسيلتين.

 

تُعد عشبة ذيل الحصان من الأعشاب التي تعزز صحة الجسم من خلال دورها في تحسين صحة العظام، وتحسين صحة الجهاز البولي، ومستوى ضغط الدم بفضل خصائصها المدرة للبول، إلى جانب فوائدها لكل من الجلد والشعر. وعلى الرغم من كونها عشبة آمنة للاستهلاك، إلّا أنه يُنصح دائمًا باستشارة المختصين قبل تجربة أي عشبة جديدة، خاصة في حال استهلاك أيّ من الأدوية أو الأعشاب الأخرى.