ما هو بلسم الليمون؟ وما الفوائد التي يقدمها؟
يشتهر بلسم الليمون (Lemon balm)، (الاسم العلمي: Melissa officinalis) برائحته العطرية الزكية ومذاقه المنعش المشابه لرائحة الليمون، وبأوراقه الخضراء اليانعة التي تشبه أوراق النعناع، الذي ينحدر من نفس الفصيلة. استُخدم بلسم الليمون منذ القدم للتخفيف من التوتر، والقلق، وزيادة الاسترخاء، إلى جانب استخدامه في علاج العديد من مشاكل الهضم. فهو من الأعشاب الغنية بمضادات الأكسدة، ويوفر خصائص مضادة للتشنج، ومسكنة للألم. ويتوفر بلسم الليمون كأوراق طازجة أو مجففة يمكن صنع الشاي منها أو إضافتها إلى المشروبات والمأكولات المختلفة، أو على شكل كبسولات ومستخلصات سائلة، جميعها تمدّ الجسم بالعديد من الفوائد الصحية.
فوائد بلسم الليمون
يُقدّم بلسم الليمون عددًا من الفوائد الصحية، فهو يحتوي على مجموعة من المركبات التي توفر خصائص طبية. ومن أبرز فوائد بلسم الليمون نذكر ما يأتي:
1. التقليل من التوتر والقلق
يشتهر بلسم الليمون باستخدامه للتخفيف من التوتر والقلق، فهو أحد الأعشاب التي تساعد على الاسترخاء وتحسين المزاج. إذ لوحظ في إحدى الدراسات التي أُجريت على مجموعة من الأشخاص الذين تعرّضوا للضغوط النفسية، أنّ بلسم الليمون خفف من المزاج السيئ لديهم، وقلل من شعورهم باليقظة، في المقابل زاد من شعورهم بالهدوء. من جهة أخرى، قد يساعد بلسم الليمون على تقليل أعراض القلق مثل الاندفاعية أو سهولة الاستثارة، و العصبية. ومن المعتقد أنّ هذا التأثير يرجع إلى مركبات التربينات (Terpenes) الموجودة في بلسم الليمون التي تساعد على إعادة تنشيط الدوائر العصبية في الدماغ.
2. تعزيز الوظائف الإدراكية
قد يفيد بلسم الليمون الأشخاص الذين يعانون من ضعفٍ في الذاكرة، والقدرة على التركيز. إذ من الممكن له أن يحفز المهارات والوظائف الإدراكية، مما يحسن الذاكرة ويضاعف القدرة على أداء المهام مثل العمليات الحسابية وتلك المهام التي تتطلب التركيز.
3. المساعدة في التخلص من الأرق والمساعدة على النوم
من الشائع استخدام بلسم الليمون في حال الإصابة بالأرق أو اضطرابات النوم المختلفة، إذ يسعى البعض إلى شرب شاي بلسم الليمون قبل النوم لما له من تأثير محفز للاسترخاء والراحة، الأمر الذي يساعد في الخلود إلى النوم بشكلٍ أسرع، وبالتالي التخلص من الأرق. وتظهر دراسة أُجريت على مجموعة من الأطفال تحسّنًا في أعراض اضطرابات النوم بنسبة تتراوح بين 70-80%. ومن المرجّح أنّ هذا التأثير عائدٌ إلى حمض الروزمارينيك (Rosmarinic acid) الموجود في بلسم الليمون.
4. التخفيف من مشاكل الهضم
لبلسم الليمون تأثير إيجابي في التخفيف من مشاكل الهضم، بما فيها اضطرابات المعدة وآلامها، إلى جانب الغازات والانتفاخ، وعادةً ما يُستخدم لتخفيف المغص عند الأطفال. وتُظهر الدراسات أنّ بلسم الليمون يخفف من عسر الهضم، إذ وجد أنّ تناول المشاركين مثلجات تحتوي على بلسم الليمون خفف من أعراض عسر الهضم وحدّته. ومن فوائد بلسم الليمون أيضًا أنه يساعد في التخلص من الغثيان.
5. تخفيف أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية
تتمثل أعراض متلازمة ما قبل الدورة الشهرية بالانتفاخ، والصداع، والإعياء، وآلام البطن، وتقلّبات المزاج وغيرها. وتشير الدراسات إلى أنّ بلسم الليمون يساعد في التخفيف من هذه الأعراض. ففي إحدى هذه الدراسات أُعطيت مجموعة من الفتيات في سن المراهقة ما يقارب 1200 مليغرامًا من مستخلص بلسم الليمون يوميًا أثناء الدورة الشهرية، وأظهر النتائج انخفاضًا ملحوظًا في أعراض هذه المتلازمة، بالإضافة إلى أنّه خفف من الآلام أثناء الدورة الشهرية.
6. تهدئة آلام الصداع
قد يساعد بلسم الليمون في التخفيف من آلام الصداع، خاصةً تلك التي تنتج عن التوتر. إذ إنه يساهم في إرخاء العضلات، وتقليل التوتر. من جهة أخرى، قد يساعد بلسم الليمون في إرخاء الأوعية الدموية التي قد يرتبط تضيّقها بالإصابة بالصداع.
الآثار الجانبية المحتملة لبلسم الليمون
على الرغم من الفوائد المتعددة التي يقدمها بلسم الليمون، وعلى الرغم من اعتباره من الأعشاب الآمنة، إلّا أنّ الإفراط في تناوله بكميات كبيرة خاصة عند تناوله على شكل مكملات غذائية بجرعة تفوق الحد المسموح، يؤدي إلى ظهور أعراض مختلفة خفيفة إلى متوسطة، ومن أكثرها شيوعًا ما يأتي:
- آلام في المعدة.
- الصداع.
- الغثيان.
- التقيؤ.
- الغازات.
- الدوخة أو الدوار.
التداخلات الدوائية والعشبية لبلسم الليمون
يمتاز بلسم الليمون بتأثيره المهدئ والمحفز للشعور بالنعاس، وبذلك فإنّ تناوله مع الأعشاب أو الأدوية المهدئة قد يزيد من فعاليتها، لذ يُنصح بعدم تناول بلسم الليمون مع أيّ من الأعشاب أو الأدوية الآتية دون استشارة المختصين:
- البابونج (Chamomile).
- الجنسنج (Ginseng).
- عشبة الناردين (Valerian).
- الأدوية المنومة التي توصف بدون وصفة طبية.
- المهدئات الموصوفة بوصفة طبية.
يتميز بلسم الليمون بخصائصه المرخية، والمسكنة للألم، وهذا ما يجعل منه عشبة شائعة الاستخدام للتخفيف من التوتر، والتخلص من الأرق، إلى جانب التخفيف من آلام الدورة الشهرية، ومشاكل الهضم المختلفة. كما أنه يُعد من الأعشاب الآمنة للاستخدام بكميات معتدلة، إذ إنّ الإفراط في تناوله يؤدي إلى ظهور عدد من الأعراض المختلفة. ويُنصح باستشارة المختصين قبل استخدام بلسم الليمون خاصة في حال تناول بعض الأدوية والأعشاب المهدئة الأخرى.