ما هو العلاج اليدوي و ما هي فوائده ؟

مع تزايد الضغوط اليومية وإرهاق الحياة، وقلّة الحركة والأنشطة البدنية بسبب تغيّر نمط الحياة، ازدادت آلام الجسم كآلام العضلات والعظام والمفاصل، وبالتالي أصبح العلاج اليدوي ملاذًا للكثيرين لاستعادة التوازن وتخفيف الألم وتجديد الطاقة. ويُعد العلاج اليدوي (Manual therapy)، أحد الأساليب العلاجية التكميلية التي تعود لسالف السنين. والتي تُعنى باستخدام تقنيات خاصة لتحسين صحة الجسم. في هذا المقال سنتعرف على العلاج اليدوي، أنواعه، واستخداماته، وأبرز فوائده. 

ما هو العلاج اليدوي وما هي فوائده ؟

ما هو العلاج اليدوي؟ 

يتمثل العلاج اليدوي باتباع نهج علاجي يعتمد على التلامس المباشر بهدف علاج آلام العظام والعضلات واضطراباتها. إذ يلجأ المعالجون الخبراء إلى استخدام أيديهم لتحريك المفاصل والعضلات والأنسجة الرخوة في الجسم، مما يساعد في زيادة المدى الحركي للجزء المعالج، وتقليل الألم والالتهاب، بالإضافة إلى تحسين الوظائف الحركية. 

 

ما أنواع العلاج اليدوي؟ 

تتفرع عدّة تقنيات من العلاج اليدوي تهدف إلى تحسين صحة الجسم من خلال استخدام المعالج ليديه للتأثير بقوى مختلفة على الأعضاء المصابة، ومن أبرز هذه التقنيات نذكر ما يأتي: 

 

1. تقويم المفاصل

تتمثل تقنية تقويم المفصل (Joint manipulation) بتأثير قوى موضعية عالية السرعة، وبدفع عالي على المفصل المتضرر تجعله يتحرك خارج نطاق حركته، وذلك بهدف تخفيف الألم، وتحسين وظيفة المفصل، وينتج عن هذه القوى صوت فرقعة يدل على أن المفصل قد تم تحريره، مما يتيح تحسين حركته دون ألم. وغالبًا ما تُستخدم هذه التقنية من العلاج اليدوي للتخفيف من آلام الظهر والرقبة، وألم الكوع الجانبي، والصداع، وآلام الفك، وآلام الركبة والرسغ والكاحل. 

 

2. تحريك المفاصل

تختلف تقنية تحريك المفصل (Joint mobilization) عن سابقتها تقويم المفصل بأنها تتضمن تطبيق قوى خفيفة و تدريجية على المفصل المتضرر بهدف تحسين وظائفه العامة وتخفيف الألم، ضمن نطاق حركته. وغالبًا ما تُستخدم هذه التقنية ضمن العلاج اليدوي على جميع المفاصل في الجسم في حال إصابتها بالتيبس أو الشعور بألم فيها، ولكن توجد مجموعة من المفاصل يشيع استخدام تقنية تحريك المفاصل لعلاجها ومنها: 

  • ألم الكوع الجانبي (Tennis elbow).

  • آلام الظهر الحادة والمزمنة.

  • آلام الكتف. 

  • التهاب الفصال العظمي أو ما يعرف بخشونة الركبة. 

  • التواء الكاحل.

  • التهاب الفصال العظمي في الورك.

  • التهاب اللفافة الأخمصية الممتدة على طول قاعدة الألم والتي تسبب ألمًا في الكعب. 

 

3. تحريك الأنسجة الرخوة

تعرف الأنسجة الرخوة (Soft tissues)، بأنها أنواع مختلفة من الخلايا، تحيط بالأعضاء والجهاز الهيكلي وتوفر الدعم لها. ومن الشائع حدوث إصابات في هذه الأنسجة مثل الالتواء والشد. ويهدف تحريك الأنسجة الرخوة إلى علاج هذه الإصابات، من خلال ممارسة التمدد والضغط الخفيف على الأنسجة المصابة، الأمر الذي يساهم في تمديد وإطالة اللفافة المحيطة بالعضلات والمفاصل والأعصاب والأوعية الدموية، وتخفيف ندوب الأنسجة، بالإضافة إلى إرخاء العضلات المتوترة والمشدودة. ويمكن استخدام هذا النوع من العلاج اليدوي لعلاج مختلف المشاكل التي تصيب الأطراف مثل:

  • متلازمة النفق الرسغي.

  • التهاب اللقيمة الجانبي أو ألم الكوع الجانبي.

  • التهاب الأوتار في العضلة ذات الرأسين (Biceps) أو الكفة المدورة المحيطة بمفصل الكتف. 

  • آلام الورك. 

  • التواء الكاحل أو الركبة. 

  • الشد أو التمزق العضلي في وتر العضلة الرباعية.

  • آلام الساق. 

 

4. تقويم العمود الفقري

يجمع تقويم العمود الفقري (Spinal Manipulation) بين تقنيات مختلفة تشمل التدليك، وتحريك المفاصل، والتمارين، للتخفيف من الضغط الحاصل على المفاصل، وتحسين وظائف الأعصاب، وتقليل الالتهاب. وذلك لعلاج آلام الرقبة، والظهر، والأكتاف إضافة إلى الصداع. إذ يستخدم المعالجون أيديهم للتأثير بقوة مفاجئة على أنواع محددة من المفاصل، تولد صوت فرقعة مثل فرقعة الأصابع. ويُعد تقويم العمود الفقري من العلاجات الآمنة إذا ما مورس من قبل معالج مختص ومتمرّس، لكنه قد يؤدي إلى بعض المشاكل الصحية إذا ما أُجري بصورة خاطئة. وقد لا يُعد هذا النوع من العلاج ملائمًا للأشخاص الذين يعانون من سرطان العمود الفقري، وهشاشة العظام، وممن هم عرضة للإصابة بالجلطات. 

 

5. علاج العضلات

يُعد علاج العضلات (Myotherapy) من الأشكال المتقدمة للتدليك العلاجي، وفيه يستهدف المعالج نقاط محددة في الأنسجة العضلية تُعرف بنقاط التحفيز (Trigger points)، للتخفيف من التوتر الحاصل عليها نتيجة الاستخدام المفرط أو الإصابة، وذلك باستخدام تقنيات تدليك خاصة بالاستعانة باليدين أو الأصابع ومفاصلها أو المرفقين. ومن أبرز فوائد واستخدامات علاج العضلات نذكر ما يأتي: 

  • تقليل الألم العضلي بعد التمرين.

  • التخفيف من التوتر والقلق. 

  • تحسين آلام أسفل الظهر المزمنة.

  • التخفيف من الآلام الناتجة عن الفيبروميالجيا أو التليف العضلي عند دمجه مع علاجات أخرى. 

  • تحسين جودة الحياة والشعور بصحة أفضل لدى الأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة مثل التصلب المتعدد والسرطان

 

ما الفرق بين العلاج اليدوي والعلاج الفيزيائي؟ 

يُعد العلاج اليدوي أحد التقنيات المستخدمة في العلاج الفيزيائي الذي يشتمل على تقنيات أخرى مثل التمارين العلاجية، والعلاج الكهربائي، والعلاج بالحرارة والبرودة، والعلاج المائي، إضافةً إلى العلاج بالموجات فوق الصوتية وغيرها من التقنيات. ويهدف العلاج الفيزيائي بصورة عامة إلى تحسين جودة الحياة، وتخفيف الألم، وتحسين الحركة، وعادةً ما يوصف هذا العلاج في حالات الإصابة التي تعيق أداء المهمات والأنشطة اليومية المعتادة، وبعد إجراء أنواع محددة من العمليات الجراحية، أو للتحسين من وظائف بعض الأعضاء في الجسم، والتي يجرى بعضها باستخدام تقنية العلاج اليدوي.

 

يُعد العلاج اليدوي بأنواعه المتعددة التي تشمل تقويم المفاصل وتحريكها، وتقويم العمود الفقري، وتحريك الأنسجة الرخوة وغيرها، من العلاجات التكميلية الفعالة في تحسين الصحة العامة، وعلاج مختلف المشاكل التي تصيب الجهازين العظمي والعضلي. إذ إن فهم أهمية هذه التقنيات والاستعانة بها وإجرائها من قِبَل المختصين يوفر فرصة للتحسين من صحة الجسم للاستمتاع بمختلف الأنشطة اليومية المعتادة بنشاط وصحة، وحركة خالية من الألم.