هل تساعد الحجامة في علاج التليف العضلي أو الفايبروميالجيا؟

في يومنا هذا أصبح التليف العضلي أو متلازمة الألم العضلي الليفي (Fibromyalgia) مرض العصر، وأصبحت الأنظار تتجه نحو العلاجات الطبيعية للتخفيف من الألم وتحسين الحالة الصحية. وتُعد الحجامة أحد هذه العلاجات التي اكتسبت في الآونة الأخيرة اهتمامًا واسعًا. لكن يبقى السؤال، هل يمكن للحجامة أن تساهم في التخفيف من أعراض هذه المتلازمة؟ في هذا المقال سنتطرق للحديث عن الدور المحتمل للحجامة في علاج أعراض التليف العضلي، والفوائد العامة للحجامة، وآثارها الجانبية المحتملة. 

 

ما هو التليف العضلي وما هي أعراضه؟

يُعرف التليف العضلي بأنه مرض مزمن يسبب ألمًا في العضلات والعظام، وشعورًا بالألم عند لمس منطقة ما من الجسم، بالإضافة إلى التعب والإعياء العام، ومشاكل في النوم والإدراك، والذاكرة، وقد تصاحبها أعراض أخرى مثل الصداع، وجفاف العينين، والاكتئاب والحكة، والطفح الجلدي، وغيرها. وهو عادةً ما يُصيب النساء أكثر من الرجال. ومن الجدير بالذكر أنه حتى هذه اللحظة ما يزال السبب وراء هذا المرض غير واضح. 

 

ما دور الحجامة في علاج التليف العضلي؟ 

عند الحديث عن علاج التليف العضلي أو الفيبروميالجيا فإنه لا يوجد علاج لهذا المرض حتى هذه اللحظة. بينما يمكن لبعض الممارسات أن تخفف من حدّة الأعراض، مما يسهّل التعايش والتأقلم مع هذا المرض، وقد تكون الحجامة أحد هذه العلاجات التي قد تساعد في التخفيف من أعراض التليف العضلي. فما دورها؟ 

 

وفقًا للأبحاث والدراسات فإنّ الحجامة قد تفيد الأشخاص الذين يعانون من التليف العضلي، إذ إنها تساعد في التحسين من مرونة العضلات والتخفيف من الألم، وذلك نظرًا إلى إنّ تيبّس العضلات وآلامها من أبرز أعراض التليف العضلي. ومن هذه الدراسات واحدة أُجريت على مجموعة من الأشخاص الذين يعانون من التليف العضلي، بإخضاع جزء منهم لبرنامج علاجي يشمل الحجامة، والإبر الصينية، وأحد الأدوية المضادة للاكتئاب المستخدم لتخفيف ألم الأعصاب، والمجموعة الأخرى فقد أخضعت للعلاج بالدواء. ولوحظ أنّ المجموعة الأولى أبدت تحسنًا ملحوظًا فيما يتعلق بمستويات الألم والاكتئاب أكثر من المجموعة التي عولجت بالدواء فقط.

 

وفي دراسة أخرى أُجريت على مجموعة من الأشخاص وأُجري علاجهم بالحجامة فقط لمدة 10 دقائق يوميًا على مدار 15 يومًا، وأظهرت نتائجها أنّ الحجامة خففت من آلام التليف العضلي، وعدد نقاط الألم عند اللمس.

 

وتجدر الإشارة إلى أنّ بعض مرضى التليف العضلي يعانون من نوع من الألم يُعرف بالألودينيا (Allodynia) والتي يحوّل فيها الجهاز العصبي الأحاسيس غير المؤلمة إلى أحاسيس مؤلمة، لذلك قد يؤدي ذلك إلى الشعور بالألم عند الخضوع للعلاج بالحجامة بصورة أكبر مقارنة بالأشخاص الأصحاء، الأمر الذي يتطلّب إبلاغ المعالج بمواضع الألم هذه لتجنّبها. 

 

ويُنصح باستشارة الطبيب المختص للتأكد من ملاءمة الحجامة للحالة الصحية لمريض التليف العضلي للحصول على أقصى استفادة، وتجنب آثاره الجانبية المحتملة. 

 

ما الفوائد العامة للحجامة؟ 

إلى جانب الفوائد التي تقدمها الحجامة لمرضى التليف العضلي والتي تتمثل بالتخفيف من الألم وتحسين مرونة العضلات، فإنها تقدم عدة فوائد أخرى، نذكر منها ما يأتي: 

  • التخفيف من آلام الظهر وآلام الرقبة المزمنة.
  •  تحسين صحة الجلد من خلال تحسين تدفق الدم وتخفيف الالتهاب. 
  • التخفيف من الصداع وآلام الشقيقة.
  • تحسين أعراض متلازمة النفق الرسغي.

 

هل للحجامة آثار جانبية؟ 

على الرغم من أنّ الحجامة تُعد من العلاجات التكميلية الآمنة، إلّا أنها قد تؤدي إلى ظهور بعض الآثار الجانبية والتي قد تشمل ما يأتي:

  • الجروح والندوب.
  • الإعياء.
  • الغثيان.
  • الحكة والتهاب الجلد. 
  • الصداع.
  • الدوار.

 

تُعد الحجامة من العلاجات التكميلية الواعدة للمساعدة في تخفيف بعض أعراض التليف العضلي أو الفيبروميالجيا، وأبرزها التخفيف من ألم العضلات وتيبسها. إذ تظهر نتائج الأبحاث أنها قد تفيد بكونها علاجًا مساعدًا إلى جانب الأدوية وطرق العلاج الأخرى. وعلى الرغم من أنها آمنة للمعظم، إلا أنه من المهم استشارة المختصين قبل الخضوع لها لتجنب الآثار الجانبية المحتملة.