أعشاب علاجية لتخفيف احتقان الحلق

يُعد احتقان الحلق من المشاكل الصحية الشائعة التي تصيب الكثيرين، خاصةً خلال فترات تغير الفصول أو الإصابة بالزكام والإنفلونزا. ويُعرف احتقان الحلق بأنه الشعور بالألم أو الجفاف في منطقة الحلق، وغالبًا ما يُرافقه صعوبة في البلع وتهيّج في الحلق، بالإضافة إلى أعراض أخرى مثل ارتفاع درجة الحرارة والسعال. وعادةً ما يلجأ البعض إلى الأدوية والمسكنات، لكن يُفضّل البعض الآخر استخدام الأعشاب الطبيعية، إذ إنها تُعد خيارًا فعّالًا وآمنًا لتخفيف احتقان الحلق، فهي تمتاز بخصائصها المضادة للالتهابات والبكتيريا، بالإضافة إلى قدرتها على تهدئة الأنسجة المتهيجة وترطيب الحلق. في هذا المقال، سنستعرض مجموعة من الأعشاب التي يمكن أن تساعد في تخفيف احتقان الحلق وكيفية استخدامها بشكل صحيح لتحقيق أقصى استفادة.

 

أعشاب تخفف من احتقان الحلق

يساعد شرب المشروبات الدافئة على تلطيف الحلق الملتهب من خلال زيادة تدفق الدم عبر تلك المنطقة، كما أنها تساعد على إبقاء الحلق رطبًا، الأمر الذي يخفف من حدّة الأعراض المصاحبة لاحتقان الحلق، وتوجد مجموعة من الأعشاب التي تساعد على التخفيف من احتقان الحلق والأعراض المصاحبة له بفضل خصائصها الطبية المتعددة، وفيما يأتي توضيح لأكثر هذه الأعشاب فعالية: 

 

1. عرق السوس

يُعد عرق السوس  (Licorice root)، (الاسم العلمي: Glycyrrhiza glabra) من العلاجات الشائعة لتخفيف آلام الحلق وتهيجه، فهو يحتوي على مركبات فعالة أبرزها جليسرهيزين (glycyrrhizin)، والذي يحفز بدوره إفراز هرمون الكورتيزول من الغدة الكظرية الذي يُعد من الهرمونات الستيرويدية المضادة للالتهاب والتي تفرز بشكل طبيعي. ويمكن استخدام عرق السوس بشربه، أو الغرغرة به عدّة مرات خلال اليوم.  

 

2. البابونج

يُعد البابونج (Chamomile)، (الاسم العلمي: Matricaria chamomilla) أحد أشهر الأعشاب المستخدمة في علاج العديد من المشاكل الصحية ومنها احتقان الحلق، فهو يحتوي على العديد من المركبات الحيوية الفعالة مثل حمض ألفا لينولينيك (α-linolenic acid)، وأبيجينين (apigenin)، التي توفر خصائص مضادة للميكروبات، ومضادة للأكسدة والالتهابات، إضافةً إلى الخصائص المخففة للألم، إذ يساهم البابونج في تسريع عملية شفاء احتقان الحلق، والتخفيف من التهيج والحرارة المصاحبة له. ويتوفر البابونج بأشكال عدّة، كالأزهار المجففة، وأكياس الشاي، والكبسولات، وبخاخ الحلق، كما يمكن إضافته إلى الماء المغلي واستنشاق بخاره. 

 

3. الكركم

يتميز الكركم (Turmeric)، (الاسم العلمي: Curcuma longa) بخصائصه الطبية وفوائده الجمة، فهو غني بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب، إضافةً إلى خصائصه المطهرة، والمحفزة لجهاز المناعة، وبفضل هذه الخصائص فإنه يُعد من الأعشاب التي تخفف من احتقان الحلق، وتخفف من الأعراض المصاحبة له مثل الألم والتهيج. ويعتقد الباحثون أنّ مركب الكركمين الفعال الموجود في الكركم يساهم في تخفيف الالتهاب، وتعزيز الشفاء. ويمكن استخدام جذور الكركم الطازجة، أو المجففة أو مسحوق الكركم للاستفادة من خصائصه، إمّا بإضافتها إلى الطعام، أو المشروبات كالعصائر الطبيعية، أو صنع شاي الكركم، ويُنصح بإضافة القليل من الفلفل الأسود لتعزيز امتصاص مركب الكركمين في الجسم. 

 

4. الشاي الأخضر

يوفر الشاي الأخضر (Green tea)، (الاسم العلمي: Camellia sinensis) خصائص مضادة للالتهاب إلى جانب كونه أحد الأعشاب الغنية بمضادات الأكسدة، ومن المعتقد أنّ الغرغرة بالشاي الأخضر قد تساعد على التخفيف من احتقان الحلق. إذ أظهرت نتائج إحدى الدراسات التي أجريت على مجموعة من الأشخاص الذين خضعوا لعملية جراحية محددة، ووضع لهم أنبوب للتنفس، أنّ الغرغرة بالشاي الأخضر كلّ 6 ساعات خلال 24 ساعة أدى إلى انخفاض حدّة أعراض احتقان الحلق المصاحبة لما بعد إزالة أنبوب التنفس. أضف إلى ذلك قدرة الشي الأخضر على تحسين صحة جهاز المناعة وتعزيز الاستشفاء، وبالتالي قد يكون من الخيارات الجيدة للتخفيف من هذه الأعراض. وللاستفادة من هذه الخصائص يمكن غلي أوراق الشاي الأخضر المجففة بكوب من الماء ثم تركها لتبرد قليلًا والغرغرة بها لعدّة ثواني، وتكرارها خلال اليوم حسب الحاجة. 

 

5. النعناع

عادةً ما يُستخدم النعناع (Peppermint)، (الاسم العلمي: Mentha  piperita) لعلاج العديد من المشاكل الصحية منذ زمن بفضل المضادات الأكسدة الموجودة فيه، ومن ضمنها مركبات متعدد الفينولات (Polyphenols) التي تُعد من مضادات الأكسدة القوية التي تقلل من الالتهاب، وبذلك قد يُعد من الأعشاب الفعالة في التخفيف من احتقان الحلق، من جهة أخرى، فإنّ احتوائه على مركب المنثول (Menthol) قد يساعد أيضَا على تلطيف الحلق، وبالتالي التخفيف من حدة الأعراض. يمكن صنع الشاي من أوراق النعناع المجففة أو الطازجة من خلال نقعها في الماء المغلي مدة 3-5 دقائق. 

 

6. الحلبة 

تُعد الحلبة (Fenugreek)، (الاسم العلمي: Trigonella foenum-graecum) من العلاجات التقليدية المستخدمة لاحتقان الحلق. فهو يحتوي على مضادات الأكسدة مثل الفلافونويدات (Flavonoids)، والأحماض الفينولية (Phenolic acids) التي تساهم في التخفيف من الألم والالتهاب. كما تساعد الحلبة على تنظيم الحلق وتعقيمه وتخليصه من البلغم، إضافةً إلى تحفيز جهاز المناعة. ولتحقيق أقصى استفادة من الحلبة يُنصح باستخدام بذورها بدلًا من أوراقها، وذلك لأنها تحتوي على نسبة أعلى من المركبات الفعالة التي تخفف من احتقان الحلق. 

 

قد تُعد الأعشاب مثل الشاي الأخضر، والنعناع، والحلبة، وعرق السوس وغيرها من البدائل الطبيعية والفعالة للتخفيف من احتقان الحلق، إذ إنها تشترك بخصائصها المهدئة والمضادة للالتهاب التي تساعد على التخفيف من حدّة الأعراض، فهي توفر راحة للمريض دون عناء الالتزام بالأدوية المصنّعة. وعلى الرغم من أنها آمنة لمعظم الأشخاص إلّا أنه يُنصح باستشارة الطبيب قبل استخدامها في حال وجود أي مشاكل صحية أخرى.