ما هي الزيوت الأساسية التي تساعد على التخفيف من الأكزيما؟

من بين الوسائل الطبيعية التي اكتسبت شهرة واسعة مؤخرًا في التعامل مع الأكزيما، تأتي الزيوت الأساسية (Essential oils) كخيار لطيف وفعّال، إذ بفضل خصائصها المهدئة والمضادة للالتهابات والبكتيريا، تساهم هذه الزيوت في ترطيب الجلد الملتهب وتهدئته، مما يخفف من الشعور بالحكة، ويُحسّن من مظهر البشرة. ومع ذلك، من المهم استخدامها بحذر ومعرفة الزيوت المناسبة لتجنب أي تهيج إضافي للبشرة الحساسة.

ما هي الزيوت الأساسية التي تساعد على التخفيف من الأكزيما؟

والأكزيما، أو ما يُعرف بالتهاب الجلد التأتبي، هي حالة جلدية شائعة تسبب التهابًا واحمرارًا وحكة مزعجة، وأحيانًا جفافًا شديدًا وتشققات. تحدث لعدة أسباب، منها الوراثة، واضطرابات الجهاز المناعي، أو التعرض لمؤثرات بيئية مثل المواد الكيميائية أو التوتر النفسي. وعلى الرغم من عدم وجود علاج نهائي للأكزيما إلّا أنه من الممكن السيطرة على الأعراض وتخفيف حدتها من خلال العناية الصحيحة بالبشرة، وبالاستعانة بالزيوت الأساسية والزيوت الناقلة التي سنأتي على ذكرها فيما يأتي.

 

أشهر الزيوت الأساسية للتخفيف من الأكزيما

الزيوت الأساسية هي زيوت عالية التركيز تُستخرج من النباتات، وتستخدم في العلاج بالروائح الطبيعية (Aromatherapy)، أو كتطبيق موضعي على الجلد بعد تخفيفها بأحد الزيوت الناقلة مثل: زيت جوز الهند، وزيت الأفوكادو، وزيت الزيتون، وزيت اللوز الحلو، إضافًة إلى زيت الجوجوبا، وزبدة الشيا. ويُعد التخفيف من الأكزيما أحد استخداماتها، وفيما يأتي أبرز هذه الزيوت الأساسية.

 

1. زيت شجرة الشاي

يشتهر زيت شجرة الشاي (Tea Tree Oil)، (الاسم العلمي: Melaleuca alternifolia) باستخدامه لعلاج مختلف المشاكل الجلدية بفضل خصائصه المضادة للالتهاب والمضادة للميكروبات، إذ إنه قد يساعد على التخلص من بعض أنواع البكتيريا الموجودة على الجلد، كما أنه قد يقلل من التهاب الجلد الناتج عن الهستامين (Histamine) الذي يفرزه الجسم أثناء حدوث رد الفعل التحسسي، والذي يؤدي إلى مفاقمة الأكزيما، وبذلك يساعد زيت شجرة الشاي على التخفيف من الاحمرار والانتفاخ الناجم عن الأكزيما.

 

2. زيت الخزامى 

لا يقتصر دور زيت الخزامى (Lavender Oil)، (الاسم العلمي: Lavandula angustifolia) على تهدئة الأعصاب والاسترخاء فحسب، بل له دورٌ أيضًا في التخفيف من الأكزيما وأعراضها، فهو يوفر خصائص مضادة للفطريات ومضادة للبكتيريا، مما يساهم في التخفيف من عدوى الجلد والتهابه. ومن المثير للاهتمام أنّ دوره في تهدئة الأعصاب يساهم في التخفيف من الأكزيما كذلك لأنّ التوتر يُعد من محفزات الأكزيما. وتشير الدراسات إلى أن زيت الخزامى يساعد على التخفيف من الألم الناجم عن التهاب الجلد، إضافةً إلى أنه يمكن أن يخفف من الانتفاخ والتورم، ويمنع من انتشار العدوى وتفاقمها. 

 

3. زيت البابونج

يُعد زيت البابونج (Chamomile Oil)، (الاسم العلمي: Matricaria chamomilla) من الزيوت التقليدية شائعة الاستخدام للتخفيف من أعراض الأكزيما وتهدئتها، مثل الحكة والانتفاخ، وجفاف الجلد وتهيجه، إضافةً إلى التخفيف من التهاب الجلد. وتشير إحدى الدراسات إلى أنّ الزيوت الأساسية مثل زيت البابونج لها القدرة على اختراق طبقات الجلد مما يتيح له الاستفادة من خصائصها المضادة للالتهاب، كما تظهر بعض الدراسات أنّ زيت البابونج قد يقلل مستوى الغلوبولين المناعي E (الغلوبولين المناعي E (IgE)( والهستامين المرتبطين برد الفعل التحسسي والحكة.

 

4. زيت لبان الذكر

يوفر زيت لبان الذكر (Frankincense Oil)، (الاسم العلمي: Boswellia serrata) كغيره من الزيوت خصائص مضادة للالتهاب تساهم في التخفيف من تقرحات الجلد، لذا من الممكن استخدامه للتخفيف من الأكزيما. وتظهر الدراسات أنّ زيت لبان الذكر يقلل من احمرار الجلد وتهيجه، كما أنه قد يساعد في التحسين من لون البشرة، وترميم الجلد المتضرر. 

 

5. زيت الأوكاليبتوس

يكمن دور زيت الأوكاليبتوس (Eucalyptus Oil)، (الاسم العلمي: Eucalyptus globulus) في التخفيف من الأكزيما بقدرته على تكوين طبقة حماية للاحتفاظ بالترطيب داخل طبقات الجلد، الأمر الذي يخفف من جفاف الجلد، ويحسن من مرونته، ويقلل من خشونته وتقشره أيضًا. لذا فهو من الزيوت الأساسية الفعالة في علاج أعراض الأكزيما وتحسين مظهر الجلد المتضرر نتيجة الإصابة بها. 

 

6. زيت الكركم 

يُعرف زيت الكركم (Turmeric Oil)، (الاسم العلمي: Curcuma longa) بخصائصه الطبية المذهلة، فهو مضاد للبكتيريا والالتهاب، كما أنه يحتوي على مجموعة من مضادات الأكسدة القوية. ويمكن استخدامه للتخفيف من الأكزيما، فهو يساهم في تهدئة الجلد، وتقليل الحكة، وتسريع شفاء الجلد المتضرر، وما يميزه أيضًا أنه قد يساعد في تسريع شفاء الفقاعات الصغيرة الممتلئة بالماء التي تظهر على الجلد. 

 

7. زيت خشب الصندل 

تظهر الدراسات أنّ زيت خشب الصندل (Sandalwood Oil)، (الاسم العلمي: Santalum album) يُعد من الزيوت التي يمكن استخدامها للتخفيف من أعراض الأكزيما المختلفة مثل: جفاف الجلد وتقشره، واحمراره وانتفاخه. فهو يوفر خصائص مضادة للالتهاب، تخفف من التهاب الجلد. 

 

طرق استخدام الزيوت الأساسية للتخفيف من الأكزيما 

لا بد من التأكيد على ضرورة استخدام الزيوت الأساسية بطريقة صحيحة، نظرًا إلى قوّتها واحتمالية تسببها بالحساسية والتهيج، إذ لا يصلح استخدامها مباشرة على الجلد، إنما يجب تخفيفها بأحد أنواع الزيوت الناقلة (Carrier oils) مثل زيت الجوجوبا، وزيت جوز الهند، وزيت اللوز الحلو، وزيت الزيتون، والتي تقدم بدورها فائدة إضافية نظرًا لخصائصها المرطبة والملطفة والمضادة للالتهاب، ومن الجدير بالذكر أنه من الممكن استخدام هذه الزيوت الناقلة وحدها للتخفيف من أعراض الأكزيما دون الحاجة لمزجها مع الزيوت الأساسية.

 

ولتخفيف الزيوت الأساسية يُضاف قطرتين إلى 3 قطرات فقط من الزيت الأساسي إلى ملعقة كبيرة من الزيت الناقل، ومزجهما جيدًا ثم تدليك الجلد المصاب، وتكرار العملية 2-3 يوميًا حتى تبدأ أعراض الأكزيما بالاختفاء. مع الحرص على إجراء اختبار للحساسية على بقعة صغيرة من الجلد قبل استخدامه. 

 

تُعد الأكزيما من المشاكل الجلدية شائعة الانتشار و المؤرقة للكثيرين، لكن لحسن الحظ يمكن التخفيف من أعراضها باستخدام الزيوت الأساسية التي تُعد خيارًا طبيعيًا وفعّالًا، فهي تمتاز بخصائصها المهدئة والمضادة للالتهابات، مما يساعد في تهدئة الجلد المصاب وتحسين حالته. مع التأكيد على ضرورة استخدامها بحذر وبطريقة صحيحة لتجنب أي تفاعلات جلدية غير مرغوب فيها. واستشارة الطبيب في حال تفاقم الأعراض أو عدم تحسنها.