ماذا تعرف عن فوائد نبات النيم في الحفاظ على صحة الفم والأسنان؟

بدأ استخدام شجرة النيم (Neem)، (الاسم العلمي: Azadirachta indica) منذ القِدم في الطب الهندي الشعبي، فهي من النباتات التي تقدم خصائص مضادة للفطريات، والبكتيريا والالتهاب، إذ تستخدم أوراقها، وأزهارها، وبذورها، وحتى ثمارها ولحائها. ويتوفر النيم على شكل كبسولات، أو أقراص، أو مسحوق، كما أنه يدخل في تصنيع المراهم الطبية، و معجون الأسنان وغسولات الفم، إذ عادةً ما يرتبط ذكره بصحة الأسنان، لكنه أيضًا يقدم العديد من الفوائد الصحية الأخرى والتي سنذكرها في هذا المقال. 

فوائد النيم الصحية 

بفضل الخصائص الطبية الموجودة في النيم، يقدم هذا النبات عددًا من الفوائد لصحة الجسم، لكن ما يزال بعضها بحاجة للمزيد من الدراسات لإثباتها، ومنها نذكر ما يأتي: 

 

1. الحفاظ على صحة الفم والأسنان

تظهر الأبحاث أنّ النيم قد يساعد في الحد من تراكم اللويحات السنية (Plaque)، وتقليل فرص الإصابة بالتهاب اللثة، إذ تشير إحدى الدراسات إلى أنّ استخدام غسول الفم المحضر من النيم كان له نفس الأثر الإيجابي لأحد المركبات المستخدمة في  غسولات الفم الشائعة للحد من أمراض اللثة، وقد يُعد بديلًا طبيعيًا وفعالًا لهذه المادة لدعم صحة الفم والأسنان. كما تشير الأبحاث المخبرية إلى أنّ النيم له قدرة على منع البكتيريا من الالتصاق بسطح الأسنان، مما يحد من تكوّن طبقة البلاك. 

 ويرجح ذلك إلى خصائصه المضادة للأكسدة، والمضادة للالتهاب، إضافة إلى خصائصه المطهرة. إذ يُعد مضغ لحاء النيم من العادات الشائعة منذ القدم، والآن بات يُستخدم في معجون الأسنان وغسولات الفم.

 

2. علاج الفطريات التي تصيب الشعر وفروة الرأس

قد يساعد مستخلص بذور النيم  في محاربة الطفيليات التي تصيب الشعر والبشرة، مثل القمل. وذلك لاحتوائه على مركب نشط يُدعى الأزاديراكتين (azadirachtin)، والذي يساهم في تعطيل نمو الطفيليات والتأثير في تكاثرها والعمليات الخلوية الأخرى التي تمرّ بها. وفي دراسة اختبرت فعالية شامبو مصنوع من النيم لعلاج قمل الرأس عند الأطفال، تبيّن أن ترك الشامبو على الشعر لمدة 10 دقائق كان كافيًا للقضاء على القمل، وكان تأثيره لطيفًا على الجلد.

 

بالإضافة إلى ذلك، يحتوي زيت النيم على مركب آخر يُسمى النيمبيدين (nimbidin)، والذي يتميز بخصائص مضادة للالتهابات والميكروبات. هذا ما يجعله علاجًا فعالًا لقشرة الرأس التي قد تكون ناتجة عن تراكم الفطريات في فروة الرأس، مما يقلل من التهيج ويحسن صحة الشعر بشكل عام.

 

3. الحفاظ على صحة الكلى والكبد 

قد تؤدي بعض الأدوية والعلاجات مثل الأدوية المضادة للذهان، وأدوية السرطان والمسكنات إلى زيادة الإجهاد التأكسدي في الجسم والذي يؤدي إلى تلف الخلايا والأنسجة في الكبد والكلى. وهنا يكمن دور النيم في الحفاظ على صحة الكلى والكبد، إذ بفضل خصائصه المضادة للأكسدة والالتهاب فإنه قد يساعد في مكافحة الإجهاد التأكسدي، مما يحد من تلف الأنسجة. وفي دراسة مخبرية وجد أنّ مستخلص أوراق النيم قلل من تلف الكبد الناجم عن جرعات عالية من عقار الباراسيتامول، ودراسة أخرى بيّنت أنّ مستخلص النيم ساعد في تخفيف الأضرار التي أصابت الكلى بسبب أدوية العلاج الكيميائي لدى مرضى السرطان. 

 

4. تعزيز صحة الجلد

يفيد النيم صحة الجلد بنواحٍ عدة؛ فمثلًا يساعد النيم في علاج حب الشباب، وتقليل التصبغات، وتحسين مرونة البشرة. وذلك بفضل خصائصه المضادة للبكتيريا. ومن الجدير بالذكر أنّ زيت بذور النيم يُعد غنيًا بالأحماض الدهنية، وأهمها حمض الأوليك (Oleic Acid)، وحمض الستيريك (Stearic Acid)، وحمض البالمتيك (Palmitic Acid)، وحمض اللينوليك (Linoleic Acid)، والتي توفر خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للأكسدة والميكروبات تساهم في تعزيز صحة الجلد، والتخفيف من بعض المشاكل الجلدية مثل الصدفية والأكزيما.  

 

من جهة أخرى قد يساهم مستخلص أوراق النيم في تسريع التئام الجروح، وذلك من خلال تعزيز الاستجابة الالتهابية، وزيادة تكوين أوعية دموية جديدة. كما له دور في التخفيف من التقرحات الجلدية إذ تشير الدراسات إلى أن استخدام زيت النيم موضعيًا على الجلد مرتين يوميًا لمدة شهر تقريبًا أدى إلى شفاء التقرحات الجلدية شفاءًا تامًا. 

 

طرق استخدام النيم 

يُستخدم النيم بكافة أجزائه بطرق متعددة للاستفادة من فوائده وخصائصه الطبية كالآتي: 

  • استخدام المنتجات التي تحتوي على النيم مثل معجون الأسنان، والشامبو.
  • مضغ فروع النيم الصغيرة.
  • وضع زيت النيم المخفف على فروة الرأس أو إضافته إلى منتجات العناية بالشعر. 
  • تطبيق زيت النيم المخفف على الجلد، مع الحرص على إجراء اختبار حساسية على جزء صغير من الجلد. 
  • تناول مكملاته الغذائية وفقًا للتعليمات المذكورة على ملصق الغذاء باستشارة الطبيب المختص.

 

الآثار الجانبية المحتملة للنيم 

على الرغم من أنّ النيم يُعد آمنًا للمعظم، إلّا أنّ زيته قد يسبب الحساسية للبعض، لذلك من المهم إجراء اختبار الحساسية قبل استخدامه. ومن الجدير بالذكر أنه لا يجب تناول زيت النيم عبر الفم لما قد يسببه من أعراض جانبية مثل: 

  • الإسهال.
  • التقيؤ.
  • النعاس. 
  • النوبات. 
  • ضعف في وظائف الكلى والكبد. 
  • اضطراب الحالة الذهنية.

 

وتوجد بعض الحالات التي تستوجب تجنب استخدام النيم وتشمل:

  • الأشخاص الذين يسعون للإنجاب: إذ إنّ النيم قد يضرّ بالحيوانات المنوية، وقد يقلل الخصوبة. 
  • الأشخاص الذين سيخضعون لعملية جراحية: وذلك لأنه يخفض من مستوى السكر في الدم، وبالتالي قد يؤثر سلبًا في القدرة على التحكم بمستوى السكر أثناء العملية وبعدها. 
  • الأطفال: يمكن استخدام الشامبو الذي يحتوي على النيم للأطفال، لكن لا يجب إعطائهم زيت النيم، إذ إنه قد بسبب ظهور أعراض شديدة مثل الإسهال، والتقيؤ، والنعاس، وفقدان الوعي، والغيبوبة، وفي بعض الحالات قد تؤدي إلى الوفاة. 
  • الأشخاص الذين يعانون من أمراض المناعة الذاتية مثل التصلب اللويحي والتهاب المفاصل الروماتويدي وغيرها: إذ يؤدي النيم إلى زيادة نشاط جهاز المناعة، مما قد يفاقم من أعراض هذه الأمراض. 
  • الحامل والمرضع: إذ لا توجد أدلة كافية على سلامة استخدامه لذا من الأفضل تجنبه.

يُعد النيم من النباتات المستخدمة منذ زمن لعلاج العديد من المشاكل الصحية وأبرزها مشاكل الفم والأسنان ومشاكل الشعر والبشرة. وما تزال الأبحاث قائمة حوله للكشف عن المزيد من الفوائد الأخرى. وعلى الرغم من أنه آمن إلا أنه قد يسبب بعض الأعراض الجانبية لدى فئة من الناس، كما أن هناك حالات يجب عليها تجنب استخدامه لما قد يسببه من آثار جانبية سلبية.