تخفيف آلام الشقيقة بهذه الأعشاب الطبية

تُعد الشقيقة أو ما يعرف بالصداع النصفي (Migraine) من الحالات الشائعة التي تؤثر في العديد من الأشخاص، إذ يعاني المصاب بها من نوبات متكررة من الألم الشديد، وغالبًا ما تكون في جانب واحد من الرأس، و قد يصاحبها أعراض أخرى مثل الغثيان، والتقيؤ، إضافةً إلى الحساسية تجاه الضوء والصوت. وعلى الرغم من أن السبب وراء الشقيقة غير معروف حتى الآن، إلا أن هناك عوامل عدة قد تساهم في حدوثها مثل التوتر، والتغيرات الهرمونية، وبعض الأطعمة.

ويسعى الكثيرون للبحث عن وسائل طبيعية للتخفيف من آلام الشقيقة، وتعتبر الأعشاب الطبيعية خيارًا جيدًا وفعالًا، وذلك  بفضل خصائصها المضادة للألم والمضادة للالتهابات. إذ يوجد العديد من الأعشاب التي تحتوي على مركبات قد تساعد في تقليل شدة الألم وتخفيف الأعراض المصاحبة للشقيقة، والتي سنعرفها فيما يأتي.

 

أعشاب طبيعية للتخفيف من آلام الشقيقة

يمكن لبعض الممارسات أن تساعد في التخفيف من آلام نوبات الشقيقة وحدتها، ويُعد استخدام الأعشاب الطبيعية وزيوتها من العوامل المساعدة، ومن أبرز هذه الأعشاب نذكر ما يأتي: 

 

1. النعناع

تحتوي أوراق النعناع (Peppermint), (الاسم العلمي: Mentha × piperita) وزيت النعناع على مركبات فعالة أبرزها المنثول (Menthol). تشير إحدى الدراسات أن مسح الجبين والصدغين بمحلول يحتوي على 10% من المنثول خفف من ألم الشقيقة، والغثيان الناجم عنه. ويُعد استخدام زيت النعناع خيارًا جيدًا أيضًا للتخفيف من حدّة آلام الشقيقة، على أن يدلك الجبين به وليس من خلال تناوله، إذ لا يجب تناول الزيوت الأساسية بتاتًا لما لها من تأثير سلبي في صحة الجسم. 

 

2. الزنجبيل 

يتميز الزنجبيل (Ginger), (الاسم العلمي: Zingiber officinale) بخصائصه الطبية المتعددة. وتشير إحدى الدراسات إلى أنّ تأثير مسحوق الزنجبيل كان مماثلًا لأحد الأدوية شائعة الاستخدام لعلاج الشقيقة، ولكن بآثار جانبية أقل. ومن المعروف أنّ الزنجبيل يُستخدم للتخفيف من الغثيان، لذا فإنه مناسب للأشخاص الذين يعانون من الغثيان أثناء نوبة الشقيقة. ويمكن الاستفادة منه من خلال صنع الشاي من جذوره الطازجة أو المجففة والمطحونة، مع الحرص على عدم تناوله مع الأدوية المانعة لتخثر الدم. 

 

3. الخزامى 

عادةً ما يُستخدم اللافندر أو الخزامى (Lavender), (الاسم العلمي: Lavandula angustifolia) في العلاج بالروائح العطرية لما يبعثه من شعور بالراحة والاسترخاء. وتساعد خصائصه على التخفيف من آلام الشقيقة عند استنشاق زيته الأساسي، أو من خلال تدليك الصدغين به بعد تخفيفه بأحد الزيوت الناقلة مثل زيت جوز الهند أو زيت اللوز. وتشير إحدى الدراسات أنّ الاستمرار على استخدام الخزامى قبل بدء نوبة الشقيقة كعلاج وقائي يقلل من عدد النوبات وحدّتها. 

 

4. الناردين 

يُعرف الناردين (Valerian), (الاسم العلمي: Valeriana officinalis) بخصائصه المهدئة، إذ عادةً ما يُستخدم لتعزيز الشعور بالراحة والاسترخاء، والمساعدة على النوم. ومن المعتقد أنه يساعد أيضًا في التخفيف من الصداع ونوبات الشقيقة عند شرب شايه، أو تناول مكملاته الغذائية. لكن ما يزال هذا التأثير بحاجة للمزيد من الدراسات لتأكيده.

 

5. إكليل الجبل 

يتميز إكليل الجبل (Rosemary), (الاسم العلمي: Rosmarinus officinalis) بخصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب، الأمر الذي قد يجعل منه خيارًا جيدًا للتخفيف من آلام الشقيقة. ويمكن استخدام أوراقه الجافة أو الطازجة لصنع الشاي، أو استخدام زيت إكليل الجبل من خلال تخفيفه بأحد الزيوت الناقلة، وتدليك الجبين والصدغين به، أو استنشاق عبيره للاستفادة من تأثيره الإيجابي.

 

6. الأقحوان 

يُستخدم الأقحوان (Feverfew ), (الاسم العلمي: Tanacetum parthenium) منذ زمن للتخفيف من مختلف المشاكل الصحية مثل الالتهاب، والانتفاخ أو التورم، والحمى. ولاحقًا بات يُستخدم للتخفيف من الألم كألم الشقيقة. إذ تظهر دراسة حديثة نُشرت عام 2023 أنّ الأقحوان أبدى فعالية في التخفيف من ألم الشقيقة. ويمكن استخدام أوراقه المجففة وأزهاره وسيقانه بصنع الشاي منها أو تناول مكملاته الغذائية. لكن، قد يسبب الأقحوان بعض الأعراض الجانبية مثل تقرحات الفم والانتفاخ، والغثيان، وعند التوقف عن استخدامه قد تظهر بعض الأعراض الأخرى الخفيفة مثل صعوبة في النوم، وألم في المفاصل، وزيادة حدة الصداع.

 

يُعد ألم الشقيقة من الآلام المؤرقة والمزعجة والتي قد تحول دون استمرار الحياة الطبيعية لفترة مؤقتة لدى البعض لشدّة الآلام التي تصيبهم. ويمكن للاستعانة ببعض الأعشاب الطبيعية مثل الخازمى، والنعناع، والأقحوان، والناردين وغيرها أن يخفف بدوره من آلام الشقيقة، مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء، والابتعاد عن مسببات التوتر، والحصول على قسط كافٍ من النوم.