ما هو الشوفان الغروي؟ سر طبيعي لتهدئة وعلاج الأكزيما

لا بد أنك لاحظت وجود الشوفان كمكوّن أساسي في بعض المراهم المستخدمة لعلاج الأكزيما. فما فائدته ؟ في الحقيقة  يُعدّ الشوفان الغروي (Colloidal Oatmeal) من العلاجات الطبيعية الفعّالة لتهدئة البشرة وعلاج حالات التهيّج والالتهاب، وخاصة الأكزيما. إذ بفضل تركيبته الغنية بالبيتا جلوكان ومضادات الأكسدة، يوفر الشوفان الغروي  حاجز واقٍ للجلد، يساهم في ترطيبه، ويخفّف الحكة والاحمرار. إضافةً إلى ذلك، فإنه يوفر خصائص مضادة للالتهابات تساعد في استعادة توازن البشرة وتعزيز شفاء الجلد المتضرر. فما هو الشوفان الغروي؟ وما دوره في علاج الأكزيما؟ وكيف يمكن استخدامه للحصول على أفضل النتائج؟

ما هو الشوفان الغروي؟

يُعبّر مصطلح الشوفان الغروي (Colloidal oatmeal) عن الشوفان المطحون المتغلغل في السوائل أي الملتصق بها، مع عدم القابلية عن الانفصال حتى عند تصفيته، إذ يُخلط دقيق الشوفان بالماء، أو المراهم، أو مختلف مستحضرات العناية بالبشرة، ويتميز بكونه ملطفًا ومهدئًا للبشرة. يتميز باحتوائه على مضادات الأكسدة، والدهون، والبروتينات، والعناصر الغذائية المفيدة لصحة الجلد.

 

 

كيف يساهم الشوفان الغروي في علاج الأكزيما؟

تشير الدراسات إلى أنّ الشوفان الغروي يوفر خصائص مضادة للالتهاب، الأمر الذي يمكنه من حماية الجلد، وتهدئته، وتخفيف أعراض الأكزيما مثل الحكة والجفاف والتهيج. فهو يلتصق بالجلد مكونًا طبقة حماية تساعد في الحفاظ على الرقم الهيدروجيني pH لسطح الجلد ضمن الحد الطبيعي، مما يمكن الجلد من أداء وظائفه بطريقة سليمة، ويحد من تهيجه وجفافه. كما يساهم الشوفان الغروي في الاحتفاظ بالرطوبة داخل طبقات الجلد. من جهة أخرى، يوفر خصائص مضادة للفطريات، ويحسن من فعالية المرطبات وغسولات البشرة.

 

كما تشير الأبحاث إلى أن الشوفان الغروي قد يساهم في تقليل نمو بكتيريا المكورات العنقودية ( Staphylococcus) التي تُعد من أنواع البكتيريا الضارة التي قد ترتبط بزيادة نوبات تهيج الأكزيما.

 

وسواء استُخدم الشوفان الغروي مع الماء كمغطس للجسم، أو كمعجون يطبق موضعيًا على الجزء المصاب بالأكزيما، أو باستخدامه ضمن أحد مستحضرات العناية بالبشرة، فإنه أثبت فعاليته في التخفيف من تهيج الجلد، وجفافه وقساوته بمدة تتراوح بين أسبوعين إلى 4 أسابيع فقط. كما أنه أدى إلى تخفيف حدّة الأكزيما بشكل عام، ويطيل المدة بين نوبات تهيج الجلد، دون التسبب بأي آثار جانبية غير مرغوب بها على عكس العلاجات التقليدية.

 

 

كيف يُحضر الشوفان الغروي في المنزل؟

يمتاز الشوفان الغروي بكونه من العلاجات الطبيعية الفعالة والاقتصادية للتخفيف من الأكزيما والتي يمكن تحضيرها في المنزل فكلّ ما تحتاج إليه هو الشوفان، أمّا عن طريقة تحضيره فنوضحها فيما يأتي:

  • يوضع كوب من حبوب الشوفان الكاملة في محضرة الطعام أو مطحنة القهوة، وتُطحن لتصبح ناعمة كالدقيق، ويجب التأكد من أنه ناعم بما يكفي لكي لا ينفصل عن الماء عند استخدامه ويترسب.
  • توضع ملعقة من دقيق الشوفان في كوب من الماء الدافئ للتأكد من أنّ الشوفان طُحن بالقدر المطلوب، إذ من المفترض أن يمتص الماء بسرعة، مكونًا سائلًا ناعمًا لونه مثل لون الحليب.

 

كيف يُستخدم الشوفان الغروي لعلاج الأكزيما؟

من الطرق الشائعة لاستخدام الشوفان الغروي لعلاج الأكزيما هو عمل مغاطس للجسم، وذلك من خلال إضافة كوب من مسحوق الشوفان في حوض الاستحمام بعد ملئه بالماء الفاتر والجلوس فيه لمدة تتراوح بين 10-15 دقيقة، ثم غسل الجسم كما المعتاد. مع الحرص على عدم استخدام ماء ساخن جدًا، إذ إنه قد يزيد من تهيج الجلد وجفافه. ومن المهم تجفيف الجسم جيدًا بعد ذلك وترطيبه بمرطب خالٍ من العطور وملائم للبشرة الحساسية، ويمكن في هذه الحالة استخدام أحد الزيوت الطبيعية المرطبة مثل زيت جوز الهند، أو استخدام جل الألوفيرا الذي يتميز بخصائصه الملطفة والمرطبة.

 

ويمكن أيضًا صنع معجون من الشوفان الغروي بإضافة 3-4 ملاعق من الماء الدافئ تدريجيًا إلى نصف كوب من الشوفان المطحون، حتى يتكوّن مزيج ناعم وسميك. يوضع على المنطقة المصابة ويُترك مدة 10-15 دقيقة ثم يُغسل بالماء ويجفف الجلد ويُرطّب.

 

 

ما هي الآثار الجانبية للشوفان الغروي؟

يُعد الشوفان الغروي من علاجات الأكزيما الطبيعية الآمنة التي نادرًا ما تسبب أي آثار جانبية، كما أنه آمن للأطفال. لكن قد يعاني البعض من حساسية تجاه الشوفان، فعليه يجب تجنب استخدامه. من جهة أخرى، من الأفضل للأشخاص ذوي الجلد شديد الحساسية والمعرّض للإصابة بالتحسس بكثرة، إجراء اختبار للشوفان الغروي على بقعة صغيرة من الجسم، والانتظار 24-48 ساعة للتأكد من عدم حدوث أي حكة أو احمرار نتيجة استخدامه.

 

 

يمكن اعتبار الشوفان الغروي خيارًا طبيعيًا فعالًا وآمنًا للتخفيف من أعراض الأكزيما وتهدئة التهيّج والحكة، وذلك بفضل خصائصه المضادة للالتهابات والمرطبة للبشرة. سواء استُخدم في مغاطس الاستحمام أو كمعجون موضعي، فقد أثبت فعاليته في تحسين صحة الجلد وتعزيز حاجزه الواقي. ومع ذلك، من المهم تجربة الشوفان الغروي على جزء صغير من الجلد قبل استخدامه بشكل كامل، خاصة لمن يعانون من حساسية الجلد. وباتباع روتين عناية مناسب يشمل الترطيب الدائم وتجنب مسببات التهيج والحساسية، يمكن لمرضى الأكزيما أن ينعموا ببشرة صحية، ورطبة، بعيدًا عن الحكة والجفاف.

 

اقرأ أيضا:

ما هي الزيوت الأساسية التي تساعد على التخفيف من الأكزيما؟

أبرز الأعشاب التي تخفف الأكزيما