الأكزيما: 7 طرق طبيعية تساعد في تخفيف أعراضها
يعتبر التهاب الجلد التأتبي أو ما يعرف بالأكزيما (Eczema)، من الأمراض الجلدية المزمنة التي تسبب التهابات، واحمرار، وحكة شديدة في الجلد، الأمر الذي يؤثر بشكل كبير في الممارسات اليومية. وبينما يلجأ الكثيرون إلى العلاجات الدوائية لتخفيف الأعراض، هناك العديد من الحلول الطبيعية التي يمكن أن تساهم بشكل فعال في تقليل التهيج وتحسين حالة الجلد. في هذا المقال، سنتطرّق لذكر 7 طرق طبيعية أُثبتت فعاليتها في التخفيف من أعراض الأكزيما وتعزيز صحة الجلد، بعيدًا عن استخدام الأدوية الكيميائية والتخفيف من تأثيرات هذه الحالة على الحياة اليومية.
ما هي الطرق الطبيعية التي تساعد على التخفيف من الأكزيما؟
تتنوع الطرق الطبيعية التي يمكن اتباعها بهدف التخفيف من الأكزيما وأعراضها المزعجة، والتي تشمل العلاجات الموضعية، وتغييرات في نمط الحياة الصحية، إضافةً إلى الطرق الوقائية، وفيما يأتي توضيح لأبرز الطرق الطبيعية التي تساعد على التخفيف من الأكزيما.
1. تطبيق المواد الطبيعية موضعيًا على الجلد
تساعد بعض المواد الطبيعية في التخفيف من تهيج الأكزيما عند تطبيقها موضعيًا، إمّا بسبب خصائصها المرطبة، أو بفضل مركباتها المضادة للالتهاب والمضادة للحساسية، ومن المواد الطبيعية التي تساعد على التخفيف من الأكزيما:
- جل صبار الألوفيرا: يُستخدم جل صبار الألوفيرا Aloe vera منذ القِدَم للتخفيف من الأكزيما، فهو يوفر خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للبكتيريا تساعد بدورها في الحد من عدوى الجلد التي قد تزداد فرص حدوثها عند جفاف الجلد وتقشره كما يحدث في حالات الأكزيما. من جهة أخرى، يساعد جل الألوفيرا في ترطيب الجلد وتلطيفه، ويسرّع من التئام الجروح. ويمكن استخدامه من خلال وضعه على الجلد المصاب وتدليكه بلطف.
- خل التفاح الطبيعي المخفف: يُعد خل التفاح الطبيعي من الطرق الطبيعية الفعالة للتخفيف من الأكزيما وفقًا للجمعية الوطنية للأكزيما (National Eczema Association)، إذ إنه يساهم في الحفاظ على الرقم الهيدروجيني pH للجلد ضمن الحد الطبيعي نظرًا إلى أنّه حمضي الوسط، إذ تؤدي الأكزيما إلى ارتفاع الرقم الهيروجيني للجلد بحيث يُصبح قاعديًا، مما ينتج عنه ضعف في وظائف حاجز البشرة، وبالتالي عدم القدرة على الاحتفاظ بالرطوبة داخل الجلد، وازدياد فرص تهيّجه وإصابته بالعدوى. لكن من المهم استخدام خل التفاح بحذر وتخفيفه بالماء -بوضع ملعقة كبيرة من الخل في كوب من الماء- قبل وضعه على الجلد المصاب لتجنّب حدوث آثاره الجانبية السلبية، إذ إن استخدامه بطريقة خاطئة يفاقم من الحالة، وقد يؤدي إلى إصابة الجلد بالحروق.
- العسل: يُعرف العسل بخصائصه الطبية واستخداماته المتعددة للتخيف من العديد من المشاكل الصحية، ومن ضمنها الأكزيما، فهو يساهم في تسريع التئام الجروح، وتعزيز صحة الجهاز المناعي مما يتيح له مكافحة العدوى، وبالتالي التخفيف من أعراض الأكزيما. ويرجع ذلك إلى محتواه الغني بمضادات الأكسدة ومضادات الالتهاب والبكتيريا.
2. استخدام الشوفان الغروي
يُصنع الشوفان الغروي Colloidal oatmeal أو الشوفان المتغلغل في الماء من حبوب الشوفان المطحونة والممزوجة مع الماء لاستخراج خصائصه الطبية المفيدة للجلد. فهو من الطرق الطبيعية التي تساعد على التخفيف من أعراض الأكزيما. ويكمن دور الشوفان الغروي في ترطيب الجلد، ويساهم في تهدئته وتلطيفه، ويخفف من تقشّره، إضافة إلى أنه يخفف من الحكة والجفاف. فهو يوفر خصائص مضادة للالتهاب ومضادة للأكسدة. ويمكن الاستفادة منه من خلال إضافته إلى حوض الاستحمام والجلوس فيه لمدة 10-15 مع الحرص على تجفيف الجلد بعدها وترطيبه، أو صنع معجون من الشوفان الغروي ووضعه على المنطقة المصابة لنفس المدة ثم غسلها وترطيبها.
3. استخدام الزيوت الطبيعية
في الآونة الأخيرة، اكتسبت الزيوت الطبيعية شهرة واسعة كإحدى الوسائل الطبيعية والفعالة في تخفيف أعراض الأكزيما، وذلك بفضل خصائصها المهدئة والمضادة للالتهابات والبكتيريا. فهي تساعد على ترطيب البشرة الملتهبة وتهدئتها، مما يقلل الشعور بالحكة ويحسّن مظهر الجلد. ومع ذلك، لا بد من استخدامها بحذر واختيار الأنواع المناسبة لتجنب أي تهيج قد يزيد من حساسية البشرة. وتوجد مجموعة متنوعة من الزيوت الطبيعية التي أثبتت فعاليتها في التخفيف من الأكزيما، والتي تُدلّك بها المنطقة المصابة بلطف، ومن بينها زيت دوار الشمس، وزيت جوز الهند.
4. العلاج بالطب الصيني
من المعتقد أنّ العلاج بالطب الصيني سواء باستخدام العلاج بالضغط أو الوخز بالإبر قد يساهم في التخفيف من الأكزيما. إذ وجد أنه قد يخفف من الحكة، ويحسن من مظهر الجلد عند المقارنة بالحالات التي لا تخضع لهذا العلاج، والذي يعتمد على تحفيز نقاط معينة في الجسم يُعتقد أنها تؤثر في توازن الجسم الداخلي وتزيد من الالتهابات، وبالتالي ينتج عن هذا الضغط تحسين تدفق الدم، وتحسين صحة الجهاز المناعي.
5. تعديل النظام الغذائي المتبع
يعتبر إجراء تعديلات على النظام الغذائي من الأمور الأساسية للتخفيف من الأكزيما طبيعيًا، إذ نظرًا إلى أنّ الأكزيما من المشكلات الصحية التي تحدث نتيجة الإصابة بالالتهاب، فإنه من الضروري الإكثار من تناول الأطعمة التي تقلل من الالتهاب في الجسم، وتلك الغنية بمضادات الأكسدة مما يساعد في التخفيف من تهيّج الأكزيما. وتشمل هذه الأطعمة الفواكه بالأخص التوتيات، والخضروات الورقية الخضراء، والكركم، والقرفة، والأسماك، إضافة إلى الحبوب الكاملة والبقوليات.
6. حماية الجلد من مصادر الحرارة والجو البارد
على الرغم من الدفء المريح الذي توفره وسائل التدفئة، إلا أنها تؤثر سلبًا في الجلد المصاب بالأكزيما، إذ تؤدي إلى جفافه وتفاقم الأعراض. كما أن التغيرات المفاجئة في درجات الحرارة بين البرد والدفء تؤدي إلى تهيج الجلد. إضافةً إلى ذلك، فإن الهواء البارد والجاف في الشتاء يزيد من جفاف البشرة، مما يفاقم حالة الأكزيما. لذا، من الضروري ترطيب الجلد بانتظام عند التعرض للحرارة المرتفعة، وتقليل التعرض للهواء الجاف في الأيام الباردة للتخفيف من الأعراض.
7. التخلص من التوتر والقلق
قد تنعكس ردة فعل الجسم تجاه التوتر والقلق سلبًا على الجلد، ما يعني أنّ التوتر يُعدّ أحد الأسباب المحفزة للأكزيما. يفرز الجسم نتيجة تعرّضه للضغط والتوتر مجموعة من المركبات والهرمونات التي تؤثر في صحة الجلد وتزيد من حساسيته، كما تزيد الشعور بالحكة مثل هرمون الكورتيزول، والهستامين، الغلوبيولين المناعي immunoglobulin E. لذا للتخفيف من هذه الأعراض لا بُد من التحكم بالتوتر والقلق وتجنّب مسبباته، ويمكن تحقيق ذلك من خلال شرب شاي الأعشاب، وممارسة التمارين الرياضية، والخضوع لجلسات الاسترخاء، والحصول على قسط كافٍ من النوم، وممارسة الأنشطة المفضلة.
تُعدّ الأكزيما من المشكلات الجلدية المزمنة التي قد تؤثر بشكل كبير في جودة الحياة اليومية، ولكن يمكن لاتباع بعض الطرق الطبيعية أن يساعد في تخفيف أعراضها وتعزيز صحة الجلد. فمن خلال العلاجات الموضعية الطبيعية، والتعديلات الغذائية، والأمور الوقائية، يمكن تقليل التهيّج والجفاف المرتبط بهذه الحالة. ومع ذلك، يُنصح دائمًا بمراقبة استجابة البشرة للعلاجات الطبيعية المختلفة، واستشارة الطبيب المختص عند الحاجة للتأكد من ملائمة العلاجات لحالة الجلد، وتجنب أي آثار جانبية غير مرغوب بها. فالعناية المستمرة بالجلد، واعتماد نمط حياة صحي ومتوازن، يُعدّان مفتاحًا رئيسيًا للتخفيف من أعراض الأكزيما والسيطرة عليها.